الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التفكير بطريقة القبعات الست

التفكير بطريقة القبعات الست

عادة ما يتخذ الإنسان فى حياته طريقة للتفكير وهذه الطريقة غالباً ما تعكس تأثره بالبيئة التى يعيش فيها والصورة الذهنية التى تتشكل لديه وخبراته الشخصية وثقافته الموروثة ومشاعره النفسية، وعادة ما يعبر الإنسان عن هذا الطريقة بما يعتنقه من أفكار، ولكن الحقيقة الغائبة أن الفرد يمكن أن يقضى كل حياته مطمئناً إلى أنه يدافع عن أفكاره الشخصية التى تعبر عن منهجه فى الحياة، دون أن يعلم أنه لا يدافع عن أفكاره ولكن يدافع عن أفكار أُناس آخرين زرعوها فى عقله الباطن، فالحقيقة أننا نقتنع بأفكار الآخرين بطريقة لا شعورية ومن ثم تُزرع بداخلنا عن طريق الإيحاء الاجتماعى والخوف الدفين من مناقشتها أو نقدها أو التشكيك فيها، ولكن على كل حال فالكثير منا يحاول أن يتلمس لنفسه طريقة للتفكير مستقلة تتناغم مع الواقع، ولقد حاول الكثير من العلماء أن يعبروا بالإنسان إلى جادة الصواب بتحديد طرق التفكير المثلى التى من شأنها أن تقليل وقوعه فى الخطأ، ومن أبرز هؤلاء العلماء الكاتب «إدوارد دوبونو «الذى اشتهر بتناول موضوعات الفكر الإبداعى والذى يعد مؤلفه (تحسين التفكير بطريقة القبعات الست) من أفضل المؤلفات التى صدرت فى مجال التفكير الإبداعى، حيث يرى «دوبونو» أن الإنسان يمكن أن يحسن من قدرته على التفكير السليم بطريق التعلم، ومن أهم طرق التعلم هو التفكير بطريقة القبعات الست، والقبعات الست ليس المقصود بها القبعات الحقيقية، ولكنها فقط رمز لطرق التفكير، فيرى أنه حينما تكون فى حاجة إلى معلومات للوصول إلى النتائج المجردة فعليك بارتداء القبعة البيضاء، أما إذا كنت فى حاجة إلى التعبير عن الانفعالات والعاطفة الحدس والتخمين فعليك بارتداء القبعة الحمراء، فإذا كنت فى حاجة إلى النقد المستند على أسباب منطقية فالقبعة السوداء هى التى تناسبك، فإذا قررت الاعتزام بعمل ما وتلمست له النجاح فعليك بالقبعة الصفراء التى تجعلك تفكر فى أسباب نجاح أمر ما، أما القبعة الخضراء فهى تلك التى ترمز للابتكار والإبداع، وتعد القبعة الزرقاء هى القبعة الأخيرة، وهى بمثابة المايسترو الذى يوجه كل الموسيقيين فى حفلة ما، فيقول نحتاج إلى تفكير عاطفى (القبعة الحمراء)، أو تفكير ابتكارى (القبعة الخضراء)، فالقبعة الزرقاء هى رمز لتوجيه التفكير بشكل محدد نحو المسألة المطروحة باعتبار أن الاختلاف بين التفكير الجيد وغير الجيد يكمن فى القدرة على التركيز بالوصول إلى أحسن الأجوبة وهكذا، فإن القبعات الست هى ست طرق من التفكير والهدف منها هو أنها تعينك عندما توجه موقف ما على اختيار طريقة التفكير المناسبة أو بمعنى آخر اختيار القبعة التى تناسبك والانتقال من قبعة إلى أخرى بحسب احتياجك إليها، ولا شك أن هذه الطريقة يمكن أن تساعدك أن تصل إلى حد ما إلى القرار الصائب، ففى بعض الأحيان يقع الإنسان فريسة بين اتجاهين متنازعين ويحتاج إلى وسيلة يتلمس بها الطريق، وفى مقابل ذلك فإن العلماء يجتهدون لتبسيط الوسائل التى يمكن أن تصل بنا إلى بر الأمان إن جاز التعبير للوصول للطريقة المثلى للتفكير، وتعد طريقة التفكير بطريقة القبعات الست إحدى هذه الوسائل.