الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رصيد الستر

رصيد الستر

بعد حادثة التحرش بطفلة المعادى وانتشار مقطع الفيديو الموضح لها وكيف تصدت فتاتان لهذا الشخص قبل أن يفر هاربًا وما قامت به شبكات التوصل الاجتماعى من نشر لصورة المتحرش وأيضا حسابه على موقع الفيسبوك والجدل الذى دار حول الشكل والانطباع الذى يتركه لدى زوار هذا الحساب من تقوى وورع.. الخ.



وبعد أن تراجع الحديث عن التحرش وهل هو ظاهرة أم حالات فردية والنقاشات المطولة فى وسائل الإعلام المختلفة عن أسبابه وكيفية التوعية والوقاية وأيضا العقوبات المتاحة بالقوانين الحالية مع مطالبات بتغليظها.. مع هذا كله وقبله وبعده استمر الحديث عن «الستر» وهنا بدأ البعض فى الحديث عن مفهوم «رصيد الستر».

يؤكد البعض ان المخطئ يتم ستره ولا يفتضح أمره من أول مرة بل يشمله الستر مرات ومرات قد تصل الى 20 أو 30 مرة قبل أن يرفع الستر ويتم فضحه على رؤوس الأشهاد ثم الإيقاع به.. بينما لا يرى البعض الآخر أنه ثمة شىء بهذا الاسم ويؤكدون أن البعض يقع ويكشف من المرة الأولى.

بداية فإن لفظ «الستار» ليس من أسماء الله الحسنى بالرغم من أننا نعتبرها كذلك فاسم «عبد الستار» من الأسماء المعروفة والمتداولة فى مقابل قلة التسمية بـ» عبد الضار» بالرغم من أنه من اسماء الله الحسنى بالفعل.

الاسم الصحيح هو «الستير» وليس «الستار» والمشكلة أننا ننظر إلى الستر على أنه «ستر عن الفضيحة مما نقوم به من معاصى فلا يعرفها الناس» والحقيقة أن هذا هو أحد أنواع «الستر» ولكن أنواع الستر الأخرى مهمة وأساسية مثل أن يغنى الله الناس ويرزقهم ما يكفيهم فلا يمدون أيديهم إلى الناس بطلب المساعدة أو الإحسان.. العافية فى البدن والسمع والبصر من الستر فلا يحتاج الإنسان إلى من يطعمه أو يسقيه أو ينظفه أو يساعده فى الذهاب لقضاء حاجته كما أن واجبنا من الستر ألا نقوم بإفشاء الأسرار أو الحديث عما نراه أو نسمعه أو نعرفه عن الآخرين من نقائص وعيوب وذنوب.

أما الحديث عن الستر بصيغة الرصيد وأنه يزيد وينقص بالمعاصى والأعمال الصالحة فهو أمر تقديرى لا قاعدة فيه فربما يؤدى ستر المعصية إلى استمرارها فيما يؤدى رفع الستر إلى التوقف عنها وفى جميع الأحوال يجب تعجيل التوبة والاستقامة فلا ندرى متى نقبض ولا على أى حالة نبعث.

تغريدة : اللهم سترك ومغفرتك