الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أرنولد بونابرت

أرنولد بونابرت

معركة إمبابة التى قامت بين قوات نابليون بونابرت ضد المماليك بقيادة إبراهيم بك ومراد بك فى يوليو1798 والتى انتهت بانتصار الفرنسيين على قوات المماليك وفرار مراد بك إلى الصعيد وإبراهيم بك إلى الشرقية ومنها إلى الشام كانت معركة بين جيش منظم يستخدم الأسلحة الحديثة والمدافع وخلافه أمام قوات المماليك التى لا تحتوى إلا على أعداد قليلة من المدفعية وتعتمد على استخدام الخيول وهو أسلوب القرون الوسطى أوحروب الشوارع التى كانت مواجهة بين الأسلحة الحديثة والتقليدية.



وبالرغم من النتيجة الواضحة والمحسومة لتلك الحرب إلا أن نابليون بونابرت أراد أن يضفى على الحرب أنواعًا من الفخر والتضخيم, فعندما لمح جنوده قمم أهرامات الجيزة عن بعد, وبالرغم من أن المسافة كانت كبيرة جدًا بين موقع المعركة ومنطقة الأهرامات إلا أن نابليون أطلق عليها «معركة الأهرام» وذلك إمعانًا فى تضخيم النصر والتغنى به واستخدامه لاحقًا لأغراض إرهاب المصريين وأيضًا الحصول على الكثير من الثناء والتأييد فى بلاده وليس لأن قوات المماليك الخاصة بمراد بك كانت تمتد من إمبابة إلى منطقة الأهرامات كما حاول البعض الإيحاء به للتدليل على عظمة جيش المماليك وحجمه.

وبغض النظر عن الحقيقة فإن استخدام مسمى «الأهرام» لوصف معركة حدثت فى إمبابة لهو أمر استعراضى بحت ومن لا يعرف جغرافية المنطقة سيتخيل أن نابليون بونابرت قد قام بفتح مصر والقضاء على فلول المماليك فى معركة مجيدة مقدسة تمت تحت سفح الأهرامات العظيمة رمز القوة والشموخ.

أمر لن يعرفه على وجه الدقة إلا من عاصر تلك الفترة وعاين أرض المعركة وحجم القوات ولكن لك عزيزى القارئ أن تعرف أثر هذه المعركة بهذا المسمى فى وجدان المصريين ومدى تأثيرها على تقديرهم لقوة المحتل.

منذ عدة سنوات انتشرت صورة للنجم السينمائى الأمريكى الشهير أرنولد شوارزنيجر نائمًا تحت تمثال كبير له موضوع فى ساحة أحد الفنادق الكبرى فى مدينة كاليفورنيا التى كان أرنولد هو حاكم تلك الولاية فى السابق مع تعليق أن السبب فى هذا أن النجم الكبير أثناء تقلده لمنصب حاكم الولاية أخذ وعدًا من صاحب الفندق بوجود جناح فاخر مخصص له مدى الحياة وأنه بعدما ترك الحكم وتوجه إلى الفندق لقضاء عدة أيام لم يجد هذا الوعد محققًا بل لم يجد أى غرفة على الإطلاق مما دفعه إلى النوم تحت تمثال كبير له من البرونز احتجاجًا وحزنًا على المعاملة التى اختلفت بعدما لم يصبح حاكمًا للولاية.

التعليقات على الصورة كثيرة ومتنوعة بها الكثير من الحزن والفلسفة والعبارات الدينية أيضًا وكيف أن الحال تغير بعد أن ترك الرجل السلطة...إلخ.

بالبحث البسيط على شبكة الإنترنت نجد الحقيقة المغايرة لتلك القصة المختلقة تمامًا, فالقصة ببساطة أن النجم الكبير لم يوعد بمثل هذا الوعد على الإطلاق إضافة إلى أن الصورة خارج إحدى قاعات الاحتفال بولاية أوهايو والتى عقدت بها أول بطولة لكمال الأجسام شارك فيها النجم الكبير عام 1970 وأن صورته نائمًا تحت التمثال كانت أثناء الاستراحة المخصصة له فى موقع تصوير أحد أفلامه الأخيرة.

الفرق بين الحقيقة وما تم اختلاقه فى المثالين السابقين مثل المسافة بين السماء والأرض وهى المسافة بين الكثير مما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعى وبين الحقيقة وفى تلك المسافة يضل العديد من المستخدمين والمتابعين لكل ما يحدث داخل هذا العالم المزعج. تغريدة: الوعى هو الحل.