الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 عيوب الحياة

عيوب الحياة

ضحكة الطفل هى الأنقى على الإطلاق وهى كفيلة بإشاعة البهجة لدى الجميع...منا من تذكره تلك الضحكة بسنوات الطفولة عندما كانت الحياة بسيطة وكيف أنها ازدادت تعقيدًا كلما مرت علينا السنوات.



يحدث هذا ببساطة لأن مرور السنوات ينقلنا إلى آفاق أكبر وأرحب حيث نتعرف على الحياة بجوانبها المختلفة فنعرف أن الابتسامة تقابلها دمعة بكاء والنجاح يقابله الفشل والصحة يقابلها المرض والغنى يقابله الفقر وهكذا.

ومع تنامى الحاجة الطبيعية إلى الكمال نبدأ فى المقارنات بين ما نحن فيه وما نصبو إليه فى كل جانب من جوانب الحياة وهنا نبدأ فى الإحساس بعيوب الحياة ونقائصها ثم نبدأ فى معركة القتال لمحاولة تلافى العيوب سعيًا وراء الكمال الذى نظل نعتقد فى إمكانية تحقيقه حتى نصل إلى سن النضج الذى نقرر فيه حقيقة أساسية ألا وهى أن الحياة لا يمكن أن تكون مثالية ولا يمكن أن تسير وفق هوانا مهما حاولنا تجنب تلك النقائص ومهما حاولنا محاربتها أو علاجها.

وليس معنى ذلك أن نستسلم ولكن الحكمة تقتدى أن نتقبل الحياة كما هى وأن نحاول إصلاحها كلما أمكننا ذلك ولكن بدون أن نحمل أنفسنا فوق ما تطيق فنعود إلى مقولة الحكماء باستحالة إصلاح الكون ثم نبدأ فى إصلاح ذاتنا قدر ما نستطيع مع تقبل الفشل أو الإخفاق أو على الأقل تقبل واحترام محاولاتنا سعيًا وراء هذا الإصلاح.

للخال عبدالرحمن الأبنودى كلمات آراها تعبر بدقة عما أقصده عندما قال: «كل اللى عايشين للبشر من حقهم يقفوا ويكملوا  يمشوا ويتكعبلوا ويتوهوا أو يوصلوا وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم نتأمل الأحوال ونوزن الأفعال يمكن إذا صدقنا نمشى فى صفهم».

أما عن الصعوبات التى تقابلنا فى رحلة الحياة فمن الضرورى أن نتأكد أن الصعوبات تقابل الجميع ربما ليس بنفس درجة القسوة ولكن الجميع يتعرض لها ويكون معيار النجاح هو حجم التأقلم والتقبل والتعامل معها ودرجة تأثيرها على الحالة النفسية وأيضًا ردود الأفعال حيالها... فتقبل عيوب الحياة واليقين بعدم الكمال سيجعلنا نبتسم عندما نجد بعض الاعتلال فى الصحة أو شرخ فى شاشة تليفون محمول جديد أو حادثة بسيطة تؤدى إلى ترك علامة على الجسم الخارجى لسيارة جديدة... إلخ.

أتذكر مقولة للمفكر الإسلامى المتصوف محمد خالد ثابت عندما اقتنى ابنه سيارة جديدة ودعاه لجولة بها وحدث أن اصطدمت سيارة أخرى بهما مما أدى إلى انفعال الابن الذى وجد والده مبتسمًا وربما ضاحكًا وعندما سأله عن السبب أجابه بأن اصطدام كهذا للسيارة الجديدة هو أمر متوقع وكان فى انتظاره فتلك هى الحياة.

تغريدة: يقول الموسيقار الراحل عمار الشريعى إنه تعلم أن يبتسم دائمًا بالرغم من «رذالة» الحياة فى أحيان كثيرة.