الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم المرأة المعيلة

يوم المرأة المعيلة

مارس شهر يحبنى وأحبه.. هو شهرى وشهر عظيمات مصر وشهر كل امرأة شريكة أساسية فى هذا المجتمع.. ففيه أربع مناسبات تخص حواء بدءاً من اليوم العالمى للمرأة 8 مارس، ويوم المرأة المصرية 16 مارس، وعيد الأم 21 مارس، وأخيراً يوم المرأة المعيلة 28 مارس، تلك الدعوة الجميلة والرائعة التى أطلقت فكرتها منذ عام 2017 الصديقة العزيزة نجلاء عياد صاحبة مبادرة «بداية جديدة» والتى تهتم بالمرأة وأبنائها بعد الانفصال، ويتم الاحتفال به كل عام فى نفس الموعد، إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت دون الاحتفال به العام الماضي،   وتحلم نجلاء أن تصبح الفكرة احتفالاً رسميا من قبل الدولة المصرية والقيادة السياسية التى تقدر المرأة وتثمن دورها وتثنى عليه فى كل مناسبة وحدث،  إلا أن السيدة المعيلة، التى تقصدها نجلاء وتكرمها فى هذا اليوم من خلال مبادرتها، ليست المطلقة أو الأرملة فحسب، بل تلك التى  يكون زوجها موجوداً، لكنه تزوج بأخرى، ولم يعد ينفق عليها وعلى أبنائها، أو قد يكون غير قادر على العمل لظروف عجز أو مرض.



المرأة المعيلة هى بطلة قصة أبنائها.. هى الحكاية وأصلها وفصلها.. هل الحصن والوتد.. هى الربان والسفينة والشاطيء ..هى الطريق والملجأ والحماية.. هى الأم والأب والأسرة.. هى كل معنى جميل وكل رمز بديع.. هى أيقونة نجاح وكفاح، والمعيلة اصطلاحًا هى المرأة التى تنفق على نفسها، أو على أسرتها، والتى تتولى رعاية شئونها وشئون أسرتها ماديًا واجتماعياً، وبمفردها دون الاستناد إلى وجود الرجل، سواء الزوج أو الأخ أو الأب، إذ إن نسبة الأسر التى تشكل المرأة المصدر الرئيسى لدخلها، تصل إلى قرابة 33%، وهناك أسر كثيرة تسهم فيها المرأة بمصروف البيت مما يعنى أن نصف الأسر المصرية تنفق عليها المرأة.

هناك العديد من المؤسسات فى الدولة تهتم بمشكلات المرأة المعيلة ومساعدتها، من بينها وزارة التضامن الاجتماعى والصندوق الاجتماعى للتنمية، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية المعنية، والتى أثبتت خلال الأعوام الماضية أن لها دورًا مهمًا وملموسًا فى النهوض بالمرأة المعيلة وتحسين معيشتها، فيما تبنى المجلس القومى للمرأة تنفيذ مشروع المرأة المعيلة فى عدد من المحافظات، والذى هدف إلى بناء القدرات الخاصة بالأفراد وتحسين دخل السيدات ومساعدتهن فى الاعتماد على الذات والثقة فى النفس وإدارة القروض، كما تم تنفيذ المشروعات بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية.

ورغم كل هذه الجهود الملموسة لكن المرأة المعيلة تستحق كذلك كل الدعم المعنوي.. تستحق أن نقول لها شكراً.. تستحق أن نرفع لها القبعة.. تستحق أن نوجه لها عبارات الثناء ونشعر تجاهها بالامتنان، وهو ما تفعله نجلاء عياد فى احتفالية يوم المرأة المعيلة، والتى أثنى عليها العالم العظيم والدكتور الجليل فاروق الباز، واصفاً كل سيدة تعول أسرتها بالعظيمة والقديرة بمن فيهن والدته التى كانت تعد من مصاف السيدات المعيلات أيضاً.. والحقيقة أن كل كلمات الشكر لن تكفى كل سيدة معيلة ولن توفى دورها العظيم وعطاءها اللامتناهي، فهى التى ترسم لأبنائها من عرقها طريقا ومن تعبها مستقبلا ومن صبرها حياة ومن تحملها شأن وقيمة، دون مقابل لكنها تفعله عن طيب نفس وخاطر وها هى طبيعة الأم مع أبنائها.. تحية إجلال وإعزاز وتقدير لكل سيدة تعمل وتكافح بمفردها لتربية أبنائها وتنمية مجتمعها وبناء المستقبل.