
محمود عبد الكريم
عظمة المصريين
فى الشدة يظهر المعدن الأصيل للشعب المصري، وكم من الشدائد والمحن واجه الشعب المصرى، وكم من الأزمات التى تخطاها الشعب المصرى بسلاسة ومهارة تحاكى بها التاريخ فى أوراقه.
بالأمس نكبت مصر بحادث راح ضحيته عدد كبير من الضحايا نتيجة خطأ ما لم تكشف التحقيقات عنه بعد، كلف الأسر السوهاجية بل والمصرية أرواحًا عديدة مابين مصاب ومتوف، وبمجرد وقوع الحادث وقبل أن تدوى صافرات سيارات الإسعاف هرع الأهالى لنجدة المصابين وإنقاذ مايمكن إنقاذه من أرواح بريئة، فى الوقت الذى أسرع فيه العشرات من رجال سوهاج وشبابهم إلى المستشفيات يهبون دماءهم تبرعا لإنقاذ من قد تتوقف حياتهم على قطرات من دمائهم فى مشهد نقلته كل وكالات الأنباء العالمية يعكس مدى حب أبناء مصر لبعضهم البعض وسرعة تلبية النداء فى شهامة ورجولة ندر وجودها فى كثير من البلاد على امتداد الأرض.
يقول فيلسوف الثورة الفرنسية السويسرى فولتير: إن الرجال أوالذكور يولدون متساوين ولا يعرف الرجل الحقيقى إلا فى الشدائد، وقد أثبت رجال الصعيد وخاصة السوهاجية أنهم الأجدر بهذا الوصف وبقدرتهم على التعامل مع المصائب والشدائد برباطة جأش وصلابة الرجال.
والحقيقة أنه لابد أن نقدر جهود وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية التى استطاعت إعادة هذا المسار الحيوى الرابط بين الشمال المصرى وجنوبه بسرعة محمودة وإعادة إصلاح ما دمر من الخط، ولكن المطلوب من الدولة والأجهزة المعنية الاستمرار فى معالجة القصور فى الهيئة وتحديث القضبان والمحطات جنبا إلى جنب مع تحديث العربات والجرارات، وإعادة النظرفى الطريقة التى تدار بها حركة السكة الحديد وتحويلها إلى أحدث ما وصل إليه علم النقل والمواصلات فى العالم وليرحم الله بفضله من مات شهيدا ويشفى من أصابته مصيبة الحادث المؤلم.