الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الروح المصرية الأصيلة

الروح المصرية الأصيلة

تابع المصريون على مدار ستة أيام أخبار السفينة الجانحة فى قناة السويس والتى تسببت فى تعطيل الحركة الملاحية تماما وخلال فترة الترقب ظهرت لنا جميعا عدة حقائق بصورة جلية لا تحتمل التأويل أولها أن قناة السويس شريان حيوى بامتياز حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالى 12% من إجمالى حركة التجارة العالمية تمر من خلال القناة وتمثل صادرات النفط الخام والمكرر والغاز المسال بين 5% الى 10% من إجمالى الشحنات العالمية وهو رقم غير هين وله تأثير كبير.



تقدر شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية «لويدز ليست» حركة المرور المتجهة غربًا لقناة السويس بنحو 5.1 مليار دولار فى اليوم، وحركة المرور المتجه شرقًا 4.5 مليار دولار فى اليوم أى ان إجمالى قيمة الشحنات المارة فى القناة تقترب من 10 مليارات دولار يوميا أى حوالى 415 مليون دولار فى الساعة. كما تتوقع أيضا إحدى شركات التامين الألمانية أن يكلف إغلاق القناة لمدة أسبوع ما بين 6 و 10 مليارات دولار.

الحديث عن مسارات بديلة هو حديث مكرر تنتبه إليه إدارة القناة والدولة المصرية جيدا وهى مسارات أكثر تكلفة وأطول والدليل على هذا هو استمرار التمسك بالمرور فى القناة.

كشفت الفترة السابقة عن أهل الشر وما يضمرونه للدولة المصرية ولعموم المصريين وهى شماتة وحقد معروفين ولكن جاءت تلك الأزمة لتجدد الرأى فى تلك الجماعة وأغلقت الباب أمام من يعتقد بأنهم قد تغيروا أو عادوا إلى جادة الصواب.

أما صباح يوم الاثنين 29 مارس فقد حمل أخبارا سعيدة عن نجاح عملية التعويم والتحريك لتلك السفينة وهو ما قابله عموم المصريين بفرح حقيقى ودعوات بالتوفيق.. هذا الاهتمام وهذه المشاعر تدل بما لا يدع مجالا للشك عن معدن المصريين والتفافهم حول مصلحة الوطن مهما حاول البعض التشكيك فى تلك الروح أو محاولة تثبيطها وهو ما يجعلنا مطمئنين إلى وطنية هذا الشعب وروحه القتالية ووعيه تجاه القضايا المصيرية. ملمح آخر لتلك الروح المصرية الأصيلة ظهر فور وقوع حادث القطارين ظهر الجمعة الماضى حيث خرج أهالى القرى المجاورة إلى موقع الحادث وقاموا باستضافة أهالى المصابين فى منازلهم كما توجهوا إلى المستشفيات للمساعدة وللتبرع بالدم وقاموا أيضا بالمعاونة فى نقل الحالات بوسائل المواصلات الخاصة بهم كما قام عدد من عمال الكهرباء والنجارة بالتوجه إلى موقع الحادث والمعاونة فى إنقاذ الركاب وتبرع بعض من أصحاب ورش اللحام بأسطوانات الأكسجين للمعاونة فى تقطيع العربات واستخراج الجثامين وإنقاذ المصابين. 

تلك الروح المصرية الأصيلة وتلك المشاعر والتصرفات النبيلة  والتى تظهر وقت الشدائد تطغى على كل محاولات الإحباط ونشر اليأس المستمرة منذ سنوات وهى فرصة ممتازة لاستمرار تلك الروح ظاهرة ومستقرة على السطح.

تحيا مصر