18 حارة

بعد التطوير أصبح طريق القاهرة السويس مكونًا من 18 حارة مرورية... نعم 18 حارة عبارة عن 9 حارات فى كل اتجاه وتنقسم تلك الحارات التسع إلى 6 حارات للمركبات و3  حارات للخدمات.

لم تقتصر أعمال التوسعة على هذا الطريق فقط, فالعديد من الطرق اتسعت لتصبح 6 حارات بعد أن استمرت لسنوات طويلة مكونة من حارتين فقط , وهنا نجد أن نمطًا جديدًا للقيادة على تلك الطرق من الواجب الانتباه له لأهميته فى تحقيق السيولة المرورية والاستفادة من تلك التوسعات بصورة أكثر فاعلية.

يجب على كل قائد مركبة أن يسأل نفسه سؤالين فى غاية الأهمية السؤال الأول عن أى حارة يجب أن يلتزم بها بناء على سرعته طبقًا للسرعة القصوى للطريق أيضًا , والسؤال الثانى عن كيفية الانتقال من حارة لأخرى Switching Lanes فالأمر ليس عشوائيًا وإنما له عدة إجراءات لهذا الانتقال. 

البحث البسيط على شبكة الإنترنت أوضح خمس خطوات للانتقال من حارة لأخرى أولها :تشغيل الإشارة الجانبية ثم النظر فى المرايا ـ الأمامية والجانبية ـ ثم النظر من جانب الكتف لمعاينة النقطة العمياء التى لا تظهر فى تلك المرايا وذلك للتأكد من أن الحارة المطلوب الانتقال إليها خالية تمامًا أو السيارات الموجودة بها على بعد مناسب لإتمام عملية الانتقال وهو ما يعتمد أيضًا على سرعة تلك السيارات ومقارنتها بسرعة المركبة وهل الانتقال إلى حارة أسرع أو إلى حارة أبطأ ثم تتم عملية الانتقال نفسها وبعد أن تستقر يتم إطفاء الإشارة الضوئية.

هل تبدو الخطوات السابقة معضلة؟ هل تبدو غريبة؟... قطعًا هى خطوات منطقية لضمان سلامة عملية الانتقال...على المستوى الإجمالى فإن الالتزام بالحارة المرورية و سرعتها وأيضًا الالتزام بإجراءات الانتقال من الممكن أن يؤدى إلى رفع كفاءة وسيولة الطرق بنسب لا تقل عن 40% بالإضافة إلى تقليل فرص حدوث حوادث جراء عشوائية القيادة والحركة.

فكم من مرة نرى حوادث ناجمة عن سير مركبة ببطء شديد فى الحارة اليسرى المخصصة للسرعة القصوى أو العكس وكم من مرة نرى الطريق مزدحمًا فنعتقد بوجود مشكلة فى الطريق نفسه أو وجود حادث تصادم ثم بعد أن نتحرك إلى الأمام نجد أن الطريق خال ولا توجد أى مشكلة حقيقية وأن الأمر ناجم عن سلوكيات البعض من عدم الالتزام بالسرعة المناسبة للحارة المرورية أو عدم الالتزام بالحارة المرورية على الإطلاق.

وإذا كان الحديث عن الالتزام بالحارة المرورية هو حديث قديم ومكرر نسمعه منذ عشرات السنين إلا أنه بعد وجود شبكة الطرق الحديثة المتطورة التى تقوم بها الدولة المصرية منذ عدة سنوات ومستمرة فإن هذا الأمر أصبح من إحدى ضروريات الاستفادة القصوى من هذا الإنجاز الكبير.