الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يتيم وعجى ولطيم

يتيم وعجى ولطيم

أن تحيا وسط أبيك وأمك فتلك نعمة كبرى لا تكفى كل سنوات عمرك أن تؤدها حمداً وشكراً وسجوداً وتسبيحاً، فالأم كتلة حنان تسير على الأرض.. أيقونة عطاء بلا حساب.. نبع متجدد من الحنان.. هى كل شيء فى هذه الحياة.. هى التعزية فى الحزن، والرجاء فى اليأس، والقوة فى الضعف. 



أما الأب فهو الظهر والسند والرفيق والقدوة.. هو الأمان بلا خوف.. هو ذلك الذى تطلب منه نجمتين فيعود حاملاً السماء، وإذا كان فقدان الأب أمراً صعبا ومؤلما على النفس، فالأصعب من ذلك بآلاف المرات أن يولد الشخص دون أب وأم ودون أسرة فيعيش مع آخرين يتخذهم أهل وسند وعزوة.

لا يقل الأمر صعوبة فى حال أن يكون الأب حياً يرزق.. يحيا ويعيش.. يضحك ويأكل ويشرب.. يمرح ويسافر ويعمل ويكسب ولكنه بخيل.. بل أشد بخلاً من ملك الشاشة «فريد شوقي» فى مسلسله الشهير «البخيل وأنا»، لا ينفق على أبنائه ويضر بنفسياتهم ويستغل براءتهم لمصالحه الشخصية وأهوائه المريضة، فيكون ضره أكثر من نفعه، ووجوده أكثر إيذاءً من عدمه.

كثيراً ما نسمع كثيرين يقولون هذا يتيم الأبوين، وذاك يتيم الأم، وهذا غير صحيح، والصواب أن (اليتيم) من فقد أباه فقط، أما «العجِيّ» فهو من فقد أمه فقط، وأما «اللطيم» فهو من فقد أبويه معاً لكن الناس تسامحوا فى الاستعمال اللغوى فأطلقوا (اليتيم) على من فقد أباه أو أمه أو كليهما.

ويحتفل العالم «أول جمعة فى إبريل  بـ «اليوم العالمى لليتيم»، والذى انطلقت فكرة الاحتفال به من قبل مؤسسة «ستار فونديشن» البريطانية عام 2003، ثم اقترح أحد متطوعى جمعية الأورمان الخيرية، بتخصيص يوم للاحتفال باليتيم، والسؤال عنه وإدخال الفرحة على قلبه.

وفى عام 2006 حصلت جمعية الأورمان على قرار رسمى بإقامة يوم عربى لليتيم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب فى دورته الـ 26، وبذلك تقرر تخصيص يوم له فى الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصرى إلى العربي، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوماً مخصصاً للاحتفال بالأطفال اليتامى.

وفى عام 2010، دخلت جمعية الأورمان موسوعة جينيس للأرقام القياسية عندما تجمع 4550 طفلا يتيما رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم والالتفات إلى احتياجاتهم فى منطقة سفح الهرم بمحافظة الجيزة فى منظر مهيب نال تقدير العالم، وإذا كان الاحتفال والغناء ورسم البسمة على الأطفال اليتامى هو السمة الأساسية التى تميز الاحتفال بهذا اليوم، إلا أن نظرية التباعد الاجتماعي، هى الأهم، لوقاية الأطفال من العدوى، لتكون سلامة الأطفال هى الاحتفال الأهم، فى ذلك اليوم، هذا العام حتى تنتهى جائحة كورونا من العالم أجمع.