ميزان العدل لا يظلم أحدًا (4 4-)

من خلال الاختبارات الحياتية التى تعرضت لها شخصيات مسلسل «أسود فاتح» بعث مؤلف العمل «أمين جمال» بثلاث رسائل رئيسية وجوهرية، أولها: أن صلة الرحم قد تتعرض لبعض الضغوط إلا أنها تعود كما كانت، بعد أن يتخلص كل منهما من مساحة الأسود التى سكنته، عادت هيفاء وهبى «رانيا خطاب» إلى «سيف» شريف سلامة الأخ الذى تسبب فى سجنها سامحته بقلب صاف، قلب سيف تغير بعدما عرف الحب من «آية» رانيا منصور، وتغير أكثر بعد موتها هى الإنسانة الوحيدة التى كانت سبب فى عودته لذاته النقية، واعترف على كل أخطائه.
احتضنت «رانيا» الطفلة «لى لى» ابنة أختها والطفل «نادر» ابن «نجلاء» روجينا، وعاد «خالد» أحمد فهمى نادمًا على أفعاله وتنازل عن شركته التى بناها بأموال ليست من حقه، واكتفى أن يكمل حياته مع ابنته.
وثانيها الرسالة الأكثر تاثيرًا: أن عقوبة الله للظالم لن تكون سريعة بعد ظلمه مباشرًا، بل بالتأكيد الله يمنح البشر فرصًا، فإن تشبث بظلمه تكون نهايته من صنع يديه، تم قتل المحامى «أشرف» صبرى فواز داخل سيارته، ورغم أنه كان يبكى ندمًا على فقدانه ابنه، لكنه ندم متأخر وتناسى أن صانع الشر يذوقه، أما شريكته فى كل المؤامرات «نجلاء» الحقد والشر ساقها إلى القتل مرتين، فى المرة الأولى قتلت «راغب» معتصم النهار، والمرة الثانية أطلقت الرصاص على سيف، وأدخلت نفسها السجن بنفسها، إنه ميزان العدل الذى لا يظلم أحدًا.
وثالثها: رسالة عاجلة من قلوب لا تعرف الأسود ولا الأسود الفاتح جذورهما النقاء والتسامح فحين اقتنعت نانسى صلاح «هبة» أن خطيبها حسان الجندى «حسن» لم يقصد فعل الشر بل أجبرته الظروف ساندته ودعمته ليبدآ معًا من جديد، كلاهما نموذج نرغب فى وجوده بحياتنا اليومية، وعليك إن وجدت شخصًا معترفًا بأخطائه أن تتمسك بوجوده .
انتهت حلقات المسلسل بجرعة إيجابية رغم دراما القتل، فإذا رأيت الظالم مستمرًا فى ظلمه فاعرف أن نهايته اقتربت، وإذا رأيت المظلوم مستمرًا فى مقاومته فاعرف أن انتصاره مؤكد.