ربع المجتمع

دائما ما نسمع تعبير أن المرأة هى نصف المجتمع وهى كذلك بالفعل من منظور إحصائيات السكان ولكن على مستوى قوة العمل فإن النسبة تقل الى حوالى 24% أما من حيث تأثيرها فالأمر مختلف وربما يتعدى نسبتها إلى عدد السكان بكثير.

أما على مستوى الهواتف الذكية فالأمر يختلف قليلا حيث يتصدر نظام التشغيل أندرويد بنسبة71.9% من إجمالى أعداد الهواتف والتى تصل إلى حوالى 3.8 مليار هاتف...يلى ذلك نظام التشغيل IOS بنسبة 27.4% يليها أنواع أخرى نسبتها أقل من 1%.

الأجهزة التى تعمل بنظام ال IOS مرتفعة الثمن ربما ثلاثة أو أربعة أضعاف سعر مثيلاتها التى تعمل بنظام الأندرويد وتمتلك نفس المواصفات الفنية ولكنها أكثر جودة وأقل فى الأعطال كما أن الشركة المصنعة تقدم دعما فنيا متميزا لعملائها هذا بالإضافة إلى مجموعة من التطبيقات التى لا يمكن مشاركتها مع أصحاب الهواتف العادية مثل تطبيق الاتصالات Facetime الشهير والذى صدر فى عام 2010 وتم الترويج له على أن الأكثر أمانا ضمن هذا النوع من التطبيقات وعلى الرغم من الثغرات وحوادث الاختراقات والتنصت على تلك المكالمات إلا أنها ما تزال أقل من مثيلاتها كما أن الإعلام عنها يستمر محدودا. تنتشر تلك الأجهزة فى دول العالم بنسب مختلفة تعتمد بالأساس على المستوى الاقتصادى والحاجة إلى الإحساس بالتميز ويكون التركيز فى اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا والصين بنسبة النسب وحدها غير معبرة فدولة بحجم الصين تحتوى على  228 مليون جهاز يعمل بهذا النظام مقارنة بحوالى 110 ملايين جهاز فى الولايات المتحدة الأمريكية.

أطلقت الشركة المنتجة مؤخرا تطبيقا جديدا للتواصل الاجتماعى يعتمد على المحادثات الصوتية فقط أسمته Clubhouse لا يوجد له مثل للأجهزة التى تدعم نظام التطبيق أندرويد كما أنه لا يكفى أن تكون حائزا للجهاز لكى تتمكن من استخدام التطبيق ولكن يجب أن يقوم أحد المشتركين فيه بإرسال دعوة لك ويمكن لكل مشترك إرسال دعوة إلى شخصين فقط للانضمام إلى هذا التطبيق.

وصل إجمالى عدد المشتركين فى هذا التطبيق إلى حوالى 10 ملايين مشترك ذلك الرقم الذى كان فى حدود 2مليون مشترك فقط فى بداية هذا العام وهو التطبيق الذى تم إطلاقه فى أبريل 2020 ووصل أعداد المشتركين فيه إلى 1500 مشترك فقط بعد شهر من اطلاقه. لا مانع على الإطلاق من أن تقوم كل شركة بعمل استراتيجية خاصة بها فى الخدمات والتسعير والتسويق لها طالما وجدت زبائن يقتنعون بذلك ويشجعون عليه.

أتذكر منذ سنوات بعيدة أن كنت أسيرا بصحبة أحد الأصدقاء الأعزاء فى شوارع وسط البلد وتوقفنا أمام إحدى الفترينات الخالية من الزبائن ربما لالتقاط الأنفاس تمهيدا للاستمرار فى السير ودفعنا الفضول إلى النظر إلى المعروض فوجدنا مجموعة من الأحذية ذات الموديلات القديمة جدا ربما تعود إلى الخمسينيات وعندما أطلنا النظر والتحديق فوجئنا بأعداد غفيرة من المارة تنظر إلى المعروض باهتمام شديد أوحينا لهم به بدون قصد وهذا هو التفسير الوحيد لسلوكهم الذى توصلنا اليه بعد عودتنا إلى السير بعيدا عن الزحام الحادث.