الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمن المعلومات.. إلى أين؟ 2-2

أمن المعلومات.. إلى أين؟ 2-2

ردًا على سؤال المقال وبمراجعة المقال السابق فإنه يمكننا القول بمنتهى القوة إن أمن المعلومات لابد وأن يحتل مساحة أكبر من الاهتمام والتوظيف فالإحصائيات الخاصة بالاختراقات والهجمات السيبرانية فى تزايد مخيف يكفى أن ننظر إلى ما تم تسجيله فى عام 2020 ونرى أنه أكبر مما حدث فى الخامسة عشر عامًا السابقة مجتمعة طبقًا لإحصائيات مؤسسة كاناليس Canalys.



أحد أخطر تلك الهجمات المرتبط بفيروسات الفدية Ransomware والتى تقوم بتشفير الملفات والأنظمة مطالبة أصحابها بدفع مبالغ مالية طائلة للإفراج عنها وعودة الأنظمة إلى العمل وهى مفاوضات مضنية تتصاعد فيها متطلبات الإفراج مع كل تأخير أو مناورة من الضحية مع تهديدات ببيع تلك البيانات أو على الأقل نشرها للعامة أو من خلال الويب المظلم Deep Web.

من الأرقام المعبرة عن تزايد استخدام أدوات التحول الرقمى ما هو مرتبط بالعمل عن بعد WFH (Working From Home) حيث تشير الاحصائيات الى ارتفاع الرقم من 31 مليون موظف إلى حوالى 500 مليون موظف بعد جائحة كورونا وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول الرقم السابق كرقم مجرد ربما يصعب تقديره إلا أن بعض الإحصائيات الأخرى المرتبطة بالشركات وأصحاب الأعمال تشير إلى أن حوالى 55% منها قد قامت بإتاحة العمل عن بعد لموظفيها سواء بصورة جزئية أو بصورة كلية خلال العام الماضى وذلك على مستوى العالم وأن أكثر من 95% من العاملين المستخدمين لتلك الألية يرغبون فى الاستمرار فى العمل من خلالها فى المستقبل حتى بعد انتهاء الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها.

عودة إلى الهجمات السيبرانية والتقرير المشار إليه والذى يقدم مقارنة مهمة بين القطاعات المختلفة ومدى تزايد أو تناقص الهجمات فى مقارنة للأعوام 2019 و2020 نرى فيها زيادة الهجمات فى قطاعات الصحة والتعليم والقطاع الحكومى وثباتها فى قطاع الإعلام والسياحة وتناقصها فى القطاعات المالية وتجارة التجزئة وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو ربما يكون مرتبطًا بالوعى وحساسية تلك القطاعات الثلاثة.  و بصفة عامة فإن علوم إدارة الأزمات والكوارث والحد من مخاطرها قد انتبهت إلى ضرورة إضافة فرع جديد مرتبط بالهجمات السيبرانية الموجهة إلى تلك الأنظمة الفنية لضمان استمرارية العمل والمتابعة قبل وأثناء وبعد انتهاء الأزمة وفى تقديرى فإن التسارع فى تنمية هذا الفرع وتفعيله سيكون عنصرًا حاكمًا فى فاعلية البقاء والمشاركة فى العالم الرقمى الجديد.