الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الببلومانيا

الببلومانيا

هل تشعر بالسعادة لمجرد مشاهدة مكتبة لبيع الكتب أو أى مجموعة من الكتب معروضة للبيع لدى بائعى الصحف والمجلات المنتشرين على أرصفة القاهرة وباقى المدن؟



واذا كانت الاجابة بنعم فهل تستطيع أن تحدد متى بدأت فى الإحساس بهذا الشعور هل بدأ معك هذا الشعور منذ الصغر أم أنه شعور مستحدثا شعرت به فى سنوات النضج والاهتمام بالمجالات الثقافية المختلفة؟

الحقيقة أن هذا الشعور قد يتطور ويدخل فى مرحلة الفعل والفعل هنا هوالشراء والاقتناء للكتب سواء قمت بقراءتها أولمجرد اقتنائها واضافتها الى مكتبتك الصغيرة التى بالطبع ستتطور وتتحول الى تلال من الكتب قد يضيق بها مكان سكنك وهوما قد يلاحظه أى زائر لك فقد يجد مجموعة من الكتب مرصوصة فى أرفف المكتبة والبعض الاخر متناثر فى أرجاء المكان وصولا الى دورة المياه وفوق سطح الغسالة والثلاجة وخلافه.

واختصارا فإنه يمكن القول إن الببلومانيا هو الهوس بالكتب - يطلق عليه أيضا داء العباقرة أو المثقفين - حيث يبدأ بالتوقف أمام الكتب والشعور بسعادة غامرة من مجرد مشاهدتها ثم يتطور الى اقتناء الكتب بغض النظر عن الحاجة إليها وبغض النظر عن قراءتها من عدمه.

يرى البعض أن هذا المرض هوأحد أنواع الاضطرابات النفسية وهو نوع من أنواع الوسواس القهرى الا أن الدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات النفسية لا يعترف به كمرض يحتاج الى علاج.

الببلومانى هوالشخص المهووس باقتناء الكتب وقد يبدأ باقتناء الكتب فى المجالات التى يهتم بها فقط وقد يتطور الى اقتناء كل انواع الكتب بغض النظر عن هذا الاهتمام وبالطبع لا يعتمد على كم الكتب الموجودة والتى يجب قراءتها بمعنى أن هذا الاضطراب لا يترك لصاحبه الفرصة لقراءة ما لديه من كتب قبل الشروع فى اقتناء المزيد.

أما عن أساليب العلاج فإنها تبدأ بالمواجهة حيث تقوم الأسرة بمواجهة المريض بحقيقة مرضه والعمل من خلال خطين متوازيين للعلاج أحدهما سلوكى والاخر دوائى وذلك فى الحالات الحادة والتى قد تصل لما وصل اليه ستيفن بلومبرج  الأمريكى الجنسية والذى تم القيض عليه وتوجيه الاتهام له بسرقة حوالى 23 الف كتاب نادر وقيم  تتعدى قيمتهم الخمسة ملايين دولار فى عام 1990 والذى قدم محاميه ما يفيد بأنه يعانى من اضطراب نفسى يدفعه الى هذا السلوك.

أما اذا كانت الاعراض بسيطة أو متوسطة فإن التوقف عن الشراء أو تقليل معدلاته ربما يكون ممكنا بالعلاج السلوكى وحده خاصة مع وجود نسخ الكترونية من تلك الكتب ووجود العديد من المواد العلمية المجانية على شبكة الانترنت وتوجيه العديد من الاسئلة الى المريض وتدريبه ليقوم بتوجيهها إلى نفسه قبل قرار الشراء منها التعرف على مدى الحاجة إلى الكتاب وهل سيقوم بقراءته ام لا وتوجيهه إلى أن الكتب لن تختفى فهى متاحة طوال الوقت ويمكنه شراء ما يريد عندما يحتاج الى قراءته بالفعل مع وجود آليات أخرى مثل الاستعارة من صديق أومن خلال التوجه الى إحدى المكتبات العامة مثلا.

وكلما تقدم المريض فى السن يمكنك بحسبة بسيطة-ولكنها تشاؤمية- أن تشرح له انه فى الغالب لن يستطيع قراءة هذا الكم الكبير من الكتب فالعمر كما نعرف جميعا قصير.