بين يوم تاريخى لمصر.. ويوم الأحزان للإخوان
لم يكن موكب المومياوات الملكية يوما عاديا وينقضي، لم ولن يكون حدثا عابرا فى حياة المصريين، لقد سطره التاريخ من أوسع أبوابه، كحدث تاريخى أثرى مائز، وفنى أسطوري، تجملت فيه مصرنا المحروسة بأجمل حلة، وسطعت الأضواء تنير سماوات قاهرة المعز لتحيل ليلها نهارا مضيئا مشعا.
شاهدنا والعالم كله معنا قدرات المصريين على التنظيم والتحدى لكل الظروف وسط جائحة كورونا التى تقبض أرواح الكثيرين فى أنحاء العالم وتغلق الدول العظمى أبوابها، وتتوقف عجلة العمل والإنتاج هنا وهناك، لكننا مصر نقاوم ونقاوم وندفع بقدراتنا الهائلة وقوانا الكامنة نحو رفعة وطننا، فلم نألُ جهدا فى بذل أقصى طاقة لدينا فى إقامة احتفالية أسطورية خلابة أذهلت العقول تيها وإعجابا بشعب وتاريخ وآثار نادرة وحضارة عظيمة بملوكها وملكاتها الخالدين.
لقد غير هذا الحدث وجه مصر، أعده بحق يوم ميلاد جديد، كلنا ولدنا من جديد، بعد سنوات مخاض معذبة، عانينا الأهوال فيها، وميدان التحرير بهيئته القديمة يشهد على أكبر المؤامرات التى حيكت ضد مصر وشعبها وجيشها، من أهل الشر إخوان الندامة والتكفير، والهدم والتدمير.
وحان وقت الإنصاف الإلهي، ردت إلينا كرامة فوق كرامة، واعتبار فوق كل اعتبار، لقد نزلت صفعات كل مصرى على وجوههم القبيحة، بعد أن تبدل القبح وصار قمة فى البهاء والجمال والتحضر، ميدان التحرير حررناه من آثار دنسهم فطمسنا تاريخهم المشين بدفنه تحت الأنقاض، وأزلنا الوشاح الأبيض من على وجهه، ليسطع بلمسات حضارية بهية أنستنا ما كان عليه حاله قبلا، ولم يزد أهل الشر هذا الرونق المكتسى به إلا كراهية وحقدا، فاعتلوا منصاتهم الإعلامية ومنابرهم اللادينية من شيوخهم، يلعنون ويسبون، لكن الأقدار لم تمهلهم، فهاهم يتهاوون واحدا تلو الآخر، قصمت رءوسهم من وقع السقوط إلى هاوية الغدر والخيانة، يهيمون على وجوههم، لا هوية، ولا وطن، ولا أهل، ولا خلان، بل عار يلاحقهم جراء خيانة الأمانة، وبيع الأوطان بأبخس الأثمان، لكن أية أثمان، هل تقدر الأوطان بثمن سوى الولاء والانتماء والإخلاص؟!
لقد أوجعناهم فى مقتل، بالتفافنا خلف القيادة السياسية الحكيمة، فطنا إلى مخططاتهم، بفضل توجيهات الرئيس السيسى أينما طل علينا، لا يفوته أن يدق نواقيس التحذير من أفاع يزحفون، يتلونون كالحرباء، ينفثون سم الزعاف لا شفاء ولا ترياق منه إلا بالاصطفاف والتكاتف المستمر والتصدى والتحدي، ولفظ الشائعات ومساندة جهود الدولة المصرية الحثيثة فى البناء والتشييد، لقد من الله علينا بأيقونة الطمأنينة والأمان ممثلة فى رئيس وطنى لا يكل ولا يمل ولا يتوانى ليل نهار عن القيام بواجبه نحو رفعة هذا الوطن يدا بيد مع كل مصري، فلا أقل من أن نحاكى وطنيته وصموده بقلوبنا ونسد أبواق الفساد، ونكمم أفواه إعلام التضليل حتى يختنق تماما، وتجرف تربته، وتذهب محاولات أسياده فى النيل من مصر وشعبها وتاريخها أدراج الرياح.
لا أدرى من أين يأتون بهذه القدرة العجيبة على تزييف حقائق ناصعة ساطعة سطوع الشمس؟! بأى عقل يديرون آلة بث الأضاليل والكراهية؟! والآن بعد أن سقطوا فى بحر الخيانة، ألم يتعظ الباقون؟! إنهم يضحكوننا كل يوم بهرتلة تنم عن جهل وحقد ومحاولات تشويه لحدث عالمى بكل المعايير والمقاييس.. فهل هناك أسخف من قول أحدهم.. عن المومياء إنها مكشوفة الشعر؟! بالله عليكم ما هذا الهراء؟! أمن هذه الهراءات تجنون الأموال من أسيادكم؟!
لقد كان رهاننا على الحصان الرابح الذى أنقذ البسطاء ونقلهم إلى حياة كريمة فى مدينة الأسمرات وأنهى حياة مهينة سحقتهم مليا تحت الكبارى وسكنى العشوائيات، إلى أن امتدت يده لملوك وملكات مصر فأسكنهم فى بيت الحضارات وسط حفاوة واحتفاء غير مسبوقين من مصر والعالم أجمع..
اما هم فلا حصان لديهم ولا فارس بل خيبات متتالية وسقطات مروعة من فرط غباواتهم المتصاعدة، فهم لا يعرفون بأنهم هزموا وانفض المولد وقريبا تجف منابع التدفقات البترو دولارية الداعمة لهم وسيلفون الحبال بأنفسهم حول أعناقهم!
لقد منحنا الله الفرح بفضله وعدله، وأنزل عليهم الأحزان، وهبنا يوما تاريخيا سنظل نباهى ونفاخر به ماحيينا، وفى المقابل سلب أعداء الوطن ومن يتبنى الدفاع عنهم كل سلاح رفعوه يوما مصوبا إلى صدر مصر وشعبها، فحقا وصدقا: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ * وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون