
أحمد إمبابى
لماذا «أبناء النيل»؟
الهدف ليس فقط الأمن المائى المصرى ودفاعا عن الحقوق التاريخية للدولة المصرية من مياه النيل، لكن القضية أبعد من ذلك بقدر بٌعد الرؤية والسياسة المصرية نحو الانفتاح على القارة الإفريقية، وخصوصا دول حوض النيل التى ترتبط القاهرة معها بمصالح حيوية واستراتجية.
بالتأكيد سيكون ملف المياه، والأمن المائى المصرى، كملف حيوى، وفى القلب منه قضية سد النهضة، محورا أساسيا فى معالجة هذه الصفحة «أبناء النيل»، ولكن بنفس الاهتمام هناك عشرات القضايا والملفات التى تستحق أن تكون حاضرة فى سطورها، ذلك أن المصالح متعددة، والرؤية مخططة بمشروعات طموحة تحقق منفعة للجميع.
فما بين تحدى المياه والتنمية، والأمن المصرى فى البحر الأحمر، وحماية الأمن القومى جنوبا وتحديدا فى السودان شمال وجنوبا، ومشروعات استثمارية كبرى كالربط الكهربائى، والربط السككى، وخط ملاحى يربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، وحركة تجارية متزايدة نحو السوق الأفريقية ارتفعت معها صادرات مصر لدول حوض النيل إلى 1.22 مليار دولار عام 2019، والعديد من المشروعات الزراعية والصناعية والاستثمارية، وبرامج دعم فى مجال الصحة والتعليم وتأهيل الشباب.. بين كل هذه المجالات يدور الحضور المصرى حاليا. لأجل ذلك جاءت فكرة «أبناء النيل» كصفحة متخصصة عن حوض النيل وعلاقات مصر بدوله العشر، وشواغل شعوب هذه الدول «أبناء النيل».. لتتفاعل مع سياسة الانفتاح جنوبا، ومع الرؤية التى تستهدف مصر كبوابة لإفريقيا نحو أوروبا والغرب والعكس، بما تمتلك من قدرات ملاحية وبرية، خصوصا فى وقت تغيرت فيه النظرة الدولية للقارة السمراء، وتتبارى فيه عشرات الدول الكبرى للاستفادة من السوق الأفريقية الغنى بموارده وثرواته.
لن نبكى على اللبن المسكوب، ونندب حظنا فيما مضى من وقت فى عهود وأنظمة سياسية أساءت لمصالح الدولة المصرية جنوبا، ولكن سنتفاعل مع كل جهد وطنى يُبذل لاستعادة التأثير والحضور بإفريقيا.. ندعم كل تحرك ونشجع على المزيد، فما يتم ليس كافياً، ولكن بين التحديات والمخاطر والمستهدف تحقيقه تحتاج إفريقيا وحوض النيل منا الكثير.