الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حق الطريق

حق الطريق

السير فى شوارع المحروسة بعد أن كان فى الماضى متعة وفسحة جميلة أصبح الآن قطعة من العذاب ونحن المصريين حولنا حياتنا بأيدينا إلى جحيم لا يطاق بعد أن  استولى الباعة الجائلون وأصحاب المحلات على الأرصفة وامتدت تعدياتهم إلى نهر الشارع فأصبحت السيارات تمر بصعوبة بالغة والكل يشتكى ويسأل أين الحكومة وأين شرطة البلدية وفى الحقيقة لا الحكومة ولا شرطة البلدية يستطيعون أن يفعلوا شيئًا مع هذه الظاهرة المقيتة لأن هؤلاء الذين يتعدون على حقوقنا فى الشوارع هم منعدمو الضمير استحلوا حقوقنا وحولوا الأرصفة إلى أماكن لبيع سلعتهم بل استولوا على نهر الشارع فى وضح النهار وجميعهم لهم نطرجية فى كل مكان إذا شعروا بوجود حملة من أجهزة الدولة أو من شرطة البلدية تجدهم فى ثوانٍ معدودة قد هربوا واختفوا من الشارع تمامًا وما هى إلا لحظات قليلة بعد أن تنتهى الحملة حتى يعودوا كما كانوا وكأن شيئًا لم يحدث فمنذ أيام قليلة كنت قد تعرفت على مجموعة من الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى القاهرة لدراسة اللغة العربية على أصولها وقد تركوا ديارهم وجاءوا من شرق آسيا وقد اختاروا مصر وتحديدًا القاهرة بعد أن قرأوا عنها وانبهروا بها قبل أن تحط قدمهم على أرضها لكنهم أصيبوا بالصدمة والرعب ولم يستكملوا دراستهم وعادوا إلى بلادهم بعد شهرين فقط صدمة مما شاهدوه على الطبيعة فى الشارع المصرى والفوضى التى لا مثيل لها خاصة أنهم كانوا يقيمون فى منطقة قريبة من أحد المناطق الشعبية بالجيزة لدرجة أنهم كانوا يخشون على أنفسهم من السير فى الشارع وسط هذا الازدحام الرهيب بعد أن أغلق الباعة الجائلون الشارع تمامًا وأصبح تحت سيطرتهم وسطوتهم مما اضطر هؤلاء الصغار لعدم استكمال الدراسة والعودة إلى بلادهم رافضين تمامًا استكمال فترة دراستهم داخل مصر ولو فى مكان آخر غير القاهرة.. هذه الواقعة وغيرها من الوقائع التى تحدث كل يوم فى الشوارع المصرية هى ليست مسئولية الحكومة وحدها بل مسئوليتنا جميعًا فالأمر لا يستوجب تشريعًا جديدًا أو قوانين جديدة لمواجهة هذه الظواهر المقلقة لراحة المواطنين، والمعطلين لحركة الإنتاج والطاردة للسياحة لأن التشريعات الحالية كثيرة وكافية لكن المطلوب المزيد من الجدية والسرعة فى تنفيذها هو الأمر الذى يستوجب بحث أسباب ذلك بالإضافة إلى محاولة التعديل الإيجابى لسلوكيات المواطنين وذلك بتفعيل الدور التوعوى فى المدارس والجامعات ودور العبادة ووسائل الإعلام وحتى فى الأعمال الدرامية.



فيجب أن تكون هناك دروس أسبوعية فى  المدارس والجامعات تتحدث عن السلوك وكيفية الحفاظ على حقوق الغير واحترامها وأن هناك خطورة حقيقية على التعدى على حقوق الآخرين وكذلك أيضًا يجب على المؤسسة الدينية أن تحدد عددًا من خطب الجمعة عن السلوك وأن من الإيمان الصحيح المحافظة على حقوق الغير وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نعطى الطريق حقه ولا نعتدى على حقوق الغير وعلى الأجهزة المسئولة تفعيل القانون ولا تكتفى شرطة البلدية بتحرير المحاضر وغلق المحلات لحين دفع ثمن المخالفة ثم يعودون كما كانوا وكأن الأمر لم يحدث فيه شىء، وعلى مراكز الشباب وقصور الثقافة عقد ندوات ومحاضرات للشباب والكبار والصغار عن السلوك القويم للحفاظ على بلدنا التى حولها الباعة الجائلون إلى سوق عشوائى كبير.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..