إنى أخاف الله رب العالمين
تأتى تلك الجملة كجزء مما قاله الشيطان الرجيم فى الآية 16 من سورة الحشر والآية كاملة هى «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ».
الشيطان يعد الإنسان بالفقر ويزين له المعصية بدرجاتها المختلفة وصولًا للكفر بالله ثم يتبرأ من الإنسان ويصرح بأنه يخاف الله رب العالمين....ألا تكفى تلك الآيات لنعرف الشيطان حق المعرفة وألا نتأثر بوسوسته المستمرة.
التفاسير المختلفة لتلك الآية وما تحتويه من قصص لغواية الشيطان مرعبة.... مرعبة فى نهايتها ومخيفة فى أساليب الاستدراج إلى المعاصى وكيف يمكن أن ينقلب العابد إلى فاجر مثل قصة الراهب برصيصا راهب بنى إسرائيل.
الآية أيضًا تتحدث عن المنافقين وتشبه أفعالهم بأفعال الشيطان «كمثل الشيطان» وهم فى الحقيقة أسوأ البشر ولذلك يكون جزاؤهم الدرك الأسفل من النار.
يقول امير المؤمنين الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه “ما عرض لى أمران إلا اخترت أشقّهما على نفسي” كنوع من الجهاد والتهذيب للنفس ومقاومة الشيطان أيضا الذى لا ينتهى عن الوسوسة بالراحة والاتكال والتسويف والبحث عن المتع الحسية والعاجلة.
أيضا قال الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضى الله عنه»إيها يا ابن الخطاب: والذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك»
«انى أخاف الله رب العالمين» ليست الجملة الوحيدة التى سينطق بها الشيطان الرجيم يوم القيامة حيث يقول لأتباعه أيضا «فلا تلومونى ولوموا انفسكم» ويقول أيضا « ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخى»اى انه لا يستطيع ان يرفع عنهم العذاب ولا هم يستطيعون ذلك أيضا.
ثم تاتى الأية 76 من سورة البقرة لتقر حقيقة إن كيد الشيطان كان ضعيفا... إذا فيالها من علاقة بائسة بين الانسان وبين هذا الكائن ذي الكيد الضعيف الذى لا يجبر احدا على الفعل بل يزين الافعال فقط ثم يتبرأ من الإنسان بعد أن يوصله الى جهنم والعياذ بالله.
من الواجب الاستعاذة من الشيطان الرجيم فى كل وقت وحين ومن الواجب أيضا التفكر فى مدى ضعفه وتخليه عن أوليائه لأنه ببساطة سيقول يوم القيامة «انى اخاف الله رب العالمين».