الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ألوان الاقتصاد «1 ــ 3»

ألوان الاقتصاد «1 ــ 3»

بين الحين والآخر نستمع إلى مصطلح لنوع من أنواع أو لمجال من مجالات الاقتصاد والذى يتم وصفه من خلال أحد الألوان فنجد مصطلحات مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق.. إلخ.



الوان الاقتصاد تذكرنا بألوان الطيف السبعة تلك التى درسناها جميعا فى مراحل التعليم الأولى والتى يمكن التعرف عليها من خلال تعريض شعاع من الضوء لمنشور زجاجى يمكننا من تحليل هذا الشعاع إلى الألوان السبعة-شيء مشابه نراه فى كبد السماء بعد انتهاء الأمطار ونسميه قوس قزح.

والسؤال هنا عن كم عدد ألوان الاقتصاد هل هى سبعة مثلما هو الحال فى الضوء أم أكثر أم أقل أم ان الأفق مفتوحًا لاضافة عنصر أو مجال جديد ومن ثم يتم إضافة لون جديد إلى ألوان الاقتصاد المستقرة والمعروفة.

دعونا نترك هذا السؤال جانبا الآن ولا ندخل فى جدل أو نقاش مرهق الا بعد أن نتعرف على الألوان المستقرة والمتعارف عليها للاقتصاد.

أولا: الاقتصاد الرمادى.. ربما اللون الرمادى ليس هو الأفضل ولكن بدأت به لأنه يعبر عما يطلق عليه الاقتصاد غير الرسمى اى الاقتصاد الذى يمكن تحديد حجمه بدقه فلا يمكن للأجهزة الحكومية معرفة قيمته الفعلية ولا تدرج بياناته فى الاحصائيات الرسمية ولا تدخل فى حسابات الناتج القومى ولا يتم تحصيل الضرائب عنه كما أن العاملين فى هذا النوع من الاقتصاد لا يخضعون لاى نظام ضمان اجتماعى ويشكل هذا النوع من الاقتصاد ما بين 40 الى 60% من اجمالى حجم الاقتصاد فى الدول النامية بالطبع يلجأ إليه الكثيرون للتهرب من الضرائب وباقى المحددات الأخرى للأنشطة التجارية ناظرين إلى المكسب فقط بدون أى اعتبارات أخرى لاستدامة الاعمال أو ضمان حقوق العاملين والمستهلكين.

لا اريد أن استرسل فى شرح هذا النوع من الاقتصاد فالحالة فى مصر تحتاج لمقالات متخصصة كثيرة ولا اعتقد أن مقالاً يوميًا سيكون كافيا ولا اعتقد أن أمرا مثل معالجة الاقتصاد غير الرسمى سيكون محببا للمشاركة صباحا خاصة فى تلك الأيام المباركة.

ثانيا: الاقتصاد الأسود.. يشترك الاقتصاد الأسود فى بعض الخصائص مع الاقتصاد الرمادى من حيث عدم قدرة الدول على حصره أو السيطرة عليه الا أنه يختلف عن الاقتصاد الرمادى فى المجالات التى يتناولها فهى مجالات ممنوعة ومحرمة ومجرمة منها على سبيل المثال غسل الأموال والاتجار بالبشر وتجارة المخدرات والدعارة والعملات المزورة والبرمجيات المقرصنة والمنسوخة بشكل غير مشروع وأيضا جميع أنشطة سرقة البيانات الشخصية والمالية وصولا إلى الحسابات المصرفية وبطاقات الائتمان ولقد وجد هذا النوع من الاقتصاد مرتعا كبيرا فيما يطلق عليه الإنترنت المظلم Dark Web.

غدا نكمل