
احمد رفعت
حازم منير!
منتصف الثمانينيات تقريبا وكنت تحت السن ممنوعا قانونيا من ممارسة العمل السياسى.. إلا أننى دعيت لحضور لقاء تنظيمى .. شعبى لأحد الأحزاب المعارضة.. وهناك كان على المنصة..وفهمت أنه جاء بتكليف من أمانة الحزب المركزية بالقاهرة لمناقشة وإقرار بعض الأوراق النظرية ثم إجراء انتخابات لجنة أسيوط!
كان الشاب على المنصة منظما مرتبا فى حديثه وتفاصيله..يمسك بخيوط الموضوعات بشكل لافت.. مهذبا بشوشا إلى أقصى حد..عرفت كما قدموه أن اسمه حازم منير!
مرت السنوات.. أنهينا الدراسة وبعدها الجامعة ثم تشرفت بأداء الخدمة العسكرية ثم الانتقال إلى القاهرة للدراسة العليا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم إلى العمل الصحفى.. وبه نلتقى من جديد فى تأكيد لصغر هذا العالم أو لأن « مصير أو مسير الحى يتلاقى» كما يقولون!
تعرفت عليه كأستاذ محترم..أدرك أن العمل السياسى لنهضة الوطن وليس على حسابه ولا يتعارض معه لذا لم يكن فى المكان الذى ذهب إلى أسيوط قبل سنوات طويلة من أجله ولم نعد أيضا فى ذات الدائرة !
وفى حديث من أحاديثه المهذبة - وكل أحاديثه مهذبة تخجلك من فرط الأدب والاحترام - قلت له: أنت أستاذى..وذكرته باللقاء القديم - ولمحت فرحة طفولية عارمة وصادقة - فصارت علاقة قوية استمرت لسنوات كان فيها نعم الأخ ونعم الصديق ونعم الأستاذ الكبير الذى يحمل على كاهله خبرات وخبرات اكتسبها بأخلاق لا تعرفها السياسة فى بلادنا !
ترك حازم منير العمل السياسى التنظيمى .. لكنه ظل بأفكاره ومبادئه لم تتبدل ولم تتغير ولم يتنازل عن شىء منها.. منحازا للبسطاء والكادحين فى بلادنا ولهذا حديث آخر.