الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منظور جديد للتعلم

منظور جديد للتعلم

الفرق كبير بين التعليم والتعلم حتى وإن اشتركا فى العديد من الآليات إلا أن وقع كلمة التعلم أقل وطأة وأقل إزعاجا من التعليم.



وبغض النظر عن تلك الاختلافات إلا أن عصر المعلومات فرض علينا أنماطا مختلفة من التعليم والتعلم وفرض أيضا التعلم المستمر غير المرتبط بشهادات التخرج أو الدرجات العلمية، وهوما نراه بسهولة فى مستوى خريجى نفس المدرسة أو الجامعة أو حتى نفس الحاصلين على نفس الدرجة العلمية العليا.. من ينتهج التعلم المستمر يتفوق على من يتوقف بعد حصوله على الدرجة العلمية... ببساطة لأن العلوم والمعارف تتغير بصورة كبيرة ومن يتوقف عن التعلم فإنه يبدأ فى الدخول فى مناطق من الجهل.

وإذا اعتمدنا مفهوم التعليم او التعلم المستمر فى كل أمور الحياة؛ فإننا سنستفيد من كل يوم وموقف وحادثة نتعرض لها.

يبدأ هذا بأن يسأل كل واحد منا نفسه سؤالا مهما «ما الذى يحاول هذا الموقف أن يعلمنى اياه؟».. هذا الموقف قد يكون سائق سيارة متهور أو رجلا سليط السلطان أو موظف متكاسل أو جار سيء.. الخ.

ليس هذا فى المواقف السلبية فقط بل يجب أن يعتمد هذا السؤال كأسلوب لمواجهة الحياة حلوها ومرها.. عندما تستمع إلى لحن لطيف أو ترى عصفورا مغردا فإنك يجب أن تسأل نفسك «ما الذى يحاول هذا الموقف أن يعلمنى إياه؟».

قد يعلمك رجلا سليط اللسان كيفية كظم الغيظ.. قد يعلمك تغريد العصفور كيف تستمتع بالطبيعة وتستشعر جمالها وعظمة الخالق.. قد ترى شخصًا تافهًا يتحدث بالمقعر من الكلام فتتعلم من ذلك ألا تفتتن بالشكل على حساب المضمون.

إذا اعتمدت أسلوب التعلم المستمر نهجا لك فإن كل لحظة ستحمل لك قيمة أو فكرة أو معلومة أو حكمة جديدة.

حتى التفاهة يمكن أن نستفيد منها ونتعلم وفى هذا الصدد أتذكر قول الأستاذ عباس محمود العقاد «ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئًا جديدًا  فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أنى تعلمت شيئا جديدا وهو ما هى التفاهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيما يفكرون؟».