الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
فقه العالم الرقمى

فقه العالم الرقمى

يعد فقه المعاملات والعبادات فى المجتمع الرقمى أى باستخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الأمور المهمة والضرورية والتى منعت نفسى زمنًا طويلًا من التعرض لها فى المقالات لأننى كلما بدأت مقالًا وجدت أننى أتجه إلى شرح وجهة نظرى أو فقهى الخاص فى الأمور المستقرة  أو المختلف عليها فى العالم المادى والتى أرى أن بعضها يحتاج إلى تعديلات كثيرة أو قليلة عندما تنتقل إلى العالم الرقمى الجديد. بالطبع عدم انسياقى لتوضيح تلك الآراء يعود لأسباب كثيرة منها أنه مهما كنت متخصصًا فى هذا المجال فإن بعض الأمور قد تغيب عنى وربما أيضًا أواجه بهجوم من بعض المتخصصين فى الشئون الدينية وهو صدام لا أريده ولا أسعى إليه بطبيعة الحال.



ولكن هذا لا يمنع من أن أطالب بأن يتم التركيز فى هذه المنطقة أكثر من ذى قبل نظرًا لأن المجتمع الرقمى حاليًا قد اشتمل على أغلب العلاقات والأفعال والمعاملات وبعض من العبادات أيضًا, ومن هنا وجب دراسة تلك المنطقة وتوضيح بعض النقاط وتفهيمها لكافة الأطراف.

الفقه الرقمى يختلف عن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى إيصال الفقه التقليدى من خلال المراصد والندوات الافتراضية ومن خلال التفاعل بين طالب الفتوى ومقدمها باستخدام أى من الوسائل الحديثة والتى تبدأ بالاتصال التليفونى ولا تنتهى باستخدام المنصات الرقمية وتطبيقات الهاتف المحمول.

الفقه الرقمى يجب أن يحتوى على رأى العلماء الثقات فى أمور عادية عندما نمارسها على شبكات المعلومات بصورة رقمية ومنها البيع والشراء وعرض المنتجات والزواج والطلاق وقراءة ونسخ الكتب الإلكترونية ونسخ البرمجيات وأيضًا آداب العمل والتعليم عن بعد وغيرها من الممارسات التى تتم فى العالم الرقمى.

أعرف بأن الآراء ستتباين وربما تخرج علينا بعض الفتاوى الصادمة أو الشاذة ولكن لابد لنا من أن نقتحم هذا المجال وأن نستمع إلى كل الآراء ونفندها ولا نهاجمها, فالهجوم  المحموم الهستيرى يساعد على نشر الباطل أحيانًا.

بالطبع ربما يقول البعض بأن تلك التقنيات حلالها حلال وحرامها حرام ويصمت وربما يقوم البعض الآخر برفضها لعدم الفهم....رفض ربما يذكرنا بالاعتراض على الوضوء من ماء الصنبور لأنه ليس بماء جار وهو اعتراض تبناه اتباع المذاهب المالكية والشافعية والحنابلة فيما أجازه الحنفية وهو سبب تسمية الصنبور بالحنفية حتى الآن.