الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الروح المعنوية للدكتور

الروح المعنوية للدكتور

فى الماضى لاحظت كثيرا عند زيارة العيادات الطبية الفارق الشاسع بين مستوى  فخامة غرف الانتظار ومستوى فخامة حجرة الطبيب..فعلى سبيل المثال كانت غرفة الطبيب هى الغرفة الوحيدة المزودة بجهاز تكييف...غرف الانتظار كان بها مروحة سقف أو مروحة صغيرة تصدر صوتا رتيبا مملا ...كفيل بإصابة قديس بانهيار عصبى.... هذا بالإضافة إلى باقى مكونات الغرفة من تشطيبات وأثاث وخلافه.... ربما تكون تلك الظاهرة قد انحسرت نوعا ما هذه الأيام.



أما عندما تصل إلى أن تقابل الطبيب فإن أغلبهم كانوا يقابلون المرضى بابتسامة عريضة وروح إيجابية مع الكثير من القفشات الطريفة..صغيرا فى أول الأمر تخيلت أن هكذا يجب أن تكون شخصية الطبيب قبل أن أعرف أن ما يقوم به هو جزء من العلاج.. أن يكون مبهجا ومريحا للنفس قبل البدن الذى يعالجه....بالطبع نشكو جميعا من الأطباء الذين يقابلون المرضى بتجهم وعدم استماع إلى شكواهم...هؤلاء الذين نجدهم فى برج عال وعجلة من أمرهم طوال الوقت.

لا أنسى مقالا لتوفيق الحكيم يتحدث فيها عن ألم أسنانه والإيحاء.. حيث كان لا ينام الليل من شدة الألم وعندما يأتى الصباح كان يقوم بربط فكه الى رأسه حتى يحين موعد الطبيب فى المساء... وثم يشير متعجبا إلى أن الألم يختفى بمجرد الاقتراب من الباب الخارجى لعيادة الطبيب الأمر الذى دفعه إلى التصريح ساخرا بأن الحل قد يكون فى الانتقال إلى سكن قريب من العيادة. 

هذه الإيجابية التى يجب أن يتمتع بها الطبيب لا تتعارض مع قول الحقيقة للمريض أو لأهله ولكنها حتما ستساعد فى العلاج أو على الأقل فى إبقاء الأمل حتى اللحظة الأخيرة  فما جدوى فقدان الأمل مادمنا نتنفس؟

من الأمور المهمة أيضا والتى تجعلك تتذكر الطبيب خلاف أسلوبه وصراحته ما قد يوصى به.. كم مرة خرجت سعيدا عندما أبلغك الطبيب أنك لا تحتاج إلى إجراء عملية أو أشعة أو علاج أو خيرك بين عمل تلك الفحوصات أو لا مع بيان وجهة نظره بعدم ضرورتها....تلك الأمور وغيرها هى ما تجعلنا نرغب فى العودة إلى وصف الطبيب بـ»الحكيم» كما كنا من قبل.

وخروجا من نطاق الطب إلى كل مناحى الحياة فإن أسلوب رفع الروح المعنوية وإشاعة الإيجابية والامل يجب أن يكون هو الأسلوب المتبع والمعتدم فمادام النفس يتردد فإن اليأس جريمة.