خطوة صغيرة للإنسان
دخل رائد الفضاء الأمريكى نيل ارمسترونج التاريخ كأول إنسان تطأ قدمه سطح القمر كان ذلك فى عام 1969.. بالمناسبة وطأ القمر بقدمه اليسرى أولا.. وعندما فعل ذلك قال جملته الشهيرة «خطوة صغيرة لإنسان، وثبة عملاقة للبشرية» والتى دخلت التاريخ أيضًا كأحد أهم جمل القرن العشرين انتشارًا وتأثيرًا.
وبصفة عامة فإن أى عمل كبير أو مشوار بعيد لابد أن يبدأ بخطوة وفى أغلب الأحيان فإن الخطوة الأولى هى الأصعب على الإطلاق تليها الخطوات قبل الأخيرة عند الاقتراب من تحقيق الهدف النهائى.
والمتأمل للعديد من الإنجازات والابتكارات والاختراعات الكبرى يكتشف أهمية الخطوة الأولى والتى بالرغم من ضآلتها مقارنة بالإنجاز الكبير إلا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولاها.
كل القصص والمرويات القديمة والحديثة أيضًا يظهر بها تأثير الخطوة الأولى والتى ربما بالوقوع تحت تأثير الإنجاز النهائى والنجاح المحقق فإن الاهتمام بالخطوة الأولى ومدى صعوبتها يتوارى أمام ذلك.
استراتيجية الخطوة الأولى تستخدم أحيانًا كأحد أساليب وتقنيات الإقلاع عن التدخين أو المخدرات أو أى من العادات السيئة.. فعلى سبيل المثال يمكن لمن يرغب فى الإقلاع عن التدخين أن يضع لنفسه مستهدفًا- خطوة أولى- أن يمتنع عن التدخين لمدة يوم واحد فقط - 24 ساعة- ثم بعد نهاية اليوم يقوم بتشجيع نفسه ومكافأتها بما يراه مناسبًا قبل أن يبدأ الخطوة الثانية وهى استمرار الامتناع عن التدخين لمدة يوم ثان وهكذا.
بالطبع قد تتعثر الخطوات ويعود إلى التدخين بعد ثانى أو ثالث يوم ولكن استمرار اعتماد هذا الأسلوب حتمًا سينتهى إلى النتيجة المرجوة.
يمكن أيضًا كنوع من أنواع التدريب والتنمية البشرية أن تمارس «الهدوء» لمدة ربع ساعة كإحدى استراتيجيات إدارة الغضب بأن تحدث نفسك قائلًا: «سأتحلى بالصبر والهدوء وكظم الغيظ وابتلاع الغضب لمدة نصف ساعة فقط كخطوة أولى».
والخلاصة ألا تستصعب الخطوة الأولى أو تستصغر ما قد تؤدى إليه وفى جميع الأحوال فإن التجربة لن تضر.
تغريدة: الإيمان هو أن تأخذ الخطوة الأولى حتى ولو لم تستطع رؤية الدرج كله - مارتن لوثر كنج.
