الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضيلة العفو

العفو من أعظم القيم الإيمانية التى يتحلى بها المؤمنون وقد تحلى بها الأنبياء

فضيلة العفو

تعد فضيلة العفو من أعظم القيم الإيمانية التى يتحلى  بها المؤمنون وقد تحلى بها الأنبياء وفى قصة سيدنا يوسف أعظم مثل للعفو  فرغم أن أخوته ألقوه فى البئر وباعوه بثمن بخس إلا أنه عفا عنهم، فحينما جاء إخوة يوسف (عليه السلام) إلى أرض مصر لطلب الميرة أو المعونة، لم يعرفوه؛ لأنهم ظنوا أنهم حينما ألقوه فى الجب قد تخلصوا منه، لكنه (عليه السلام) لم ينس أباه ولا إخوته.



وفى هذا يقول وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن من الآداب الجميلة التى اشتملت عليها قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) مقابلة السيئة بالحسنة، والعفو والصفح، والتسامح، ذلك أن سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب (عليهما السلام) قابلا السيئة بالحسنة، وبالعفو والصفح، يقول سبحانه: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي»، ذلك أنه بلغ فى ترتيب الأحداث والمواقف وسردها من سيدنا يوسف (عليه السلام) قمة متناهية من العفو والصفح، حيث يقول (عليه السلام) :» وَقَدْ أَحْسَنَ بِى إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِي»، فالترتيب الزمنى للأحداث  يقتضى أن يذكر إلقاءه فى الجب أولًا، ثم دخوله السجن ثانيًا، لكنه بدأ بدخوله السجن ؛ لأنه لا يد لإخوته فيه، فلم يعنفهم، ولم يؤنبهم، وإنما ذكر ما لا يد لهم فيه تلطفًا فى عتابهم، ثم قال : «وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدو»، فقد اعتبر (عليه السلام) مجيئهم من البدو نعمة أخرى من الله تعالى، كما أنه اعتبر ما حدث بينه وبين إخوته نزغًا من الشيطان، ولم يقل : بينى وبينكم وإنما بينى وبين إخوتى، أنزلهم منزلة الغائب وعبر بلفظ الأخوة، ليقول لهم : إننا جميعًا إخوة على كل حال، حتى وإن حدث ما حدث فنحن إخوة، وإخوة اليوم ليس هم إخوة الأمس، فهى صفحة جديدة بيضاء فى حياتنا ليس فيها شيء، إنها قمة الأدب النبوى، ومنتهى العفو والصفح، ومنتهى التسامح، إنه أدب الأنبياء، وأدب القرآن الكريم،  «إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»، فما أجمل أن نتحلى بآداب القرآن الكريم، وأن نتخلق بخلق الصفح، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :»  من اعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لم يرد عليَّ الحوض غدًا‏».