خوان جويا بورجا
هو الفنان الإسبانى صاحب أشهر ضحكة وأكثرها انتشارا ربما على مستوى تاريخ البشرية ككل. هذا الفنان الاسبانى جاءت شهرته من لقاء تليفزيونى كان يقوم فيه بشرح احد المواقف التى تعرض لها فى شبابه اثناء عمله فى احد المطاعم وكيف انه كان مكلفا بغسل الصحون فى المحيط وكيف ان عددا كبيرا منها تكسر وعدد آخر فقد...الحكاية عادية نوعا ما ولكن غير العادى هى ضحكة الرجل .. ضحكة قادمة من أعماق القلب حولته لأشهر ايقونة ضحك على شبكات التواصل الاجتماعى فى فترة وجيزة وتم تركيب مئات الآلاف من الأصوات والعبارات على مقطع الفيديو الاصلى بلغات العالم المختلفة.
الملفت للنظر ان كل من رأى الفيديو الاصلى لم يتمالك نفسه من الابتسام أولا ثم الانفجار ضاحكا بعد ذلك بالرغم من عدم معرفتنا بما يقول خوان جويا وهو ما يجعلنا نراجع العبارة القائلة ان الضحك بدون سبب قلة ادب...فربما يكون الضحك بناء على مشاهدة آخرين يضحكون فالضحك عدوى وربما يكون الضحك لسبب يراه الآخرون سخيفا ولكن حتما هناك سبب للضحك والذى قد يكون ببساطة لتأثير احد أنواع المخدرات او استنشاق لدخان ازرق اللون.
المؤسف ان هذا الفنان توفى يوم 28 أبريل الماضى عن عمر يناهز الـ65 بعد صراع طويل مع مرض السكر ومضاعفات بالأوعية الدموية وهو ما جعله يلازم المستشفى لمدة تقترب من العام الكامل.
ضحكة خوان الساخرة كانت بناء على موقف شديد البؤس والشقاء ...ربما شدة الشقاء تستخرج اقوى الضحكات ولكنا وان كانت تنفس عن صاحبها نوعا ما الا انها لا تنقذه من النهاية البائسة الحزينة.. الامثلة كثيرة لأناس فى حياتنا اليومية وبعض الفنانين والكتاب ممن كانوا مثالا للتفاؤل والابتسامة واشعاع حقيقى للبهجة والسعادة ولم يكونوا كذلك بالفعل ومنهم من مات منتحرا كما هى الحال مع الممثل الامريكى روبن ويليامز ومنهم من مات مكتئبا مثلما هو الحال مع عمنا صلاح جاهين او السندريللا سعاد حسنى او الفنان إسماعيل ياسين...الخ.
و على الرغم من الدراسات المتعددة عن فوائد الضحك بداية من عدد العضلات التى يتم تحريكها فى حالة الضحك مقارنة بتلك فى حالة الغضب او العبوس مرورا بفوائد الضحك هلى الحالة النفسية والذهنية والجسمانية.. الا ان هذا الكلام ليس سليما تماما فالواقع يشير إلى ان كثيرة الضحك تميت القلب بالفعل وهو ما يجعلنا نحتاج إلى ان ننتبه إلى الاعتدال فى الضحك ومشتقاته وروافده ومصادره المتعددة ومنها الكارثة الكبرى المسماة شبكات التواصل الاجتماعى.
