رسائل إيمانية
علاقات الإنسان
د. علي_جمعة عضو هيئة كبار العلماء
علاقات الإنسان ثلاثة: علاقة بينه وبين ربه، وعلاقة بينه وبين نفسه، وعلاقة بينه وبين الناس.، فالعلاقة التى بينك وبين ربك: «اتقِ الله حيثما كنت» هى القاعدة، هى الأساس، هى العنوان، هى الشعار، الذى بينك وبين الله. بينى وبين الله: الأمر مبنيٌّ على التقوى، التى هي: «الخوف من الجليل، العمل بالتنزيل، الرضا بالقليل ، الاستعداد ليوم الرحيل... » هذا الذى بينى وبين الله تعالى.
العلاقة الثانية بينى وبين نفسى: وهذا يحكمه أن «كل ابن آدم خَطَّاء، وخير الْخَطَّائين التوابون». فماذا أفعل فى نفسى التى تخطىء كثيرًا ؟«إنى أستغفر الله فى اليوم مائة مرة». يبقى كثرة الاستغفار. {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}. إذن، مَنْ أراد الدنيا فعليه بالاستغفار، وَمَنْ أراد الآخرة فعليه بالاستغفار.
«وأتبع السيئة الحسنة تمحها». هذا الشعار الخاص بك ، فعندما تعمل سيئة؛ لأن: «كل ابن آدم خَطَّاء» تعمل بعدها حسنة.
وجاء رجل إلى سيدنا رسول الله ﷺ يشكو أنه قد فعل ذنبًا، فقال: «اذهب فتوضأ».الله! وما علاقة الذنب بالوضوء؟! ما هو الوضوء بيحط الخطايا من الجسم.
العلاقة الثالثة بينى وبين الناس: ويحكمها « وخالق الناس بخلقٍ حسن». شعارات، وعلاقات.
وعليه فعلاقتك مع الله مبناها: التقوى...وعلاقتك مع النفس مبناها: المبادرة والسرعة فى الاستغفار أو عمل الصالحات...وعلاقتك مع الناس مبناها: حسن الخلق.
فحسن الخلق يدفعك إلى العطاء، والعطاء هو حقيقة الحب، فالحب عطاء.. وحسن الخلق أمر به سيدنا رسول الله ﷺ معاذًا عندما أرسله إلى اليمن، وقال: «وعليك بحسن الخلق». إن حسن الخلق أمر رسول الله ﷺ به فى مواطن كثيرة حتى قال: «أحسن الحسن الخلق الحسن». وهذا الحديث يسميه علماء الحديث المسلسل بالحسن ،عن الحسن عن أبى الحسن عن جدّ الحسن: «أحسن الحسن الخلق الحسن