الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وهم مركزية الكون

وهم مركزية الكون

يقال إنه قد لوحظ يوميًا قيام إحدي السيدات بالنزول صباحًا من منزلها بمدينة نيويورك والركض حول البناية التى تقطنها عدة مرات بالرغم من سنها الكبير وبعد أن تنتهى من الركض  تتوقف لعدة دقائق حيث تتلفت يمينا ويسارا قبل أن تبتسم ابتسامة عريضة وتعود إلى منزلها.



هذا الأمر دفع أحد الجيران لسؤالها عن سر كل هذا النشاط والدأب لممارسة الرياضة وفائدة ذلك النشاط وانعكاسه على صحتها وخلافه إلا أنه فوجئ بأنها تقوم بهذا الفعل يوميا لحماية المدينة من غزو الذئاب البرية!!! وهو ما دفع السائل لمحاولة تنبيهها إلى عدم وجود هذا النوع من الحيوانات فى المدينة وهو ما دفعها الى الابتسام بشدة قائلة «أرأيت ؟...لولا نشاطى اليومى لامتلأت المدينة بهم».

يقال أيضا أن أحد المرضى النفسيين كان يعتقد أنه حفنة من التبن وهو ما جعله يتحاشى التعامل مع الحيوانات وخاصة الخيول والأبقار مخافة أن يأكلوه وهو الأمر الذى دفع بذويه إلى إيداعه إحدي المصحات النفسية طلبا للشفاء حيث خضع لعلاج مكثف لإقناعه أنه انسان وليس حفنة من التبن وبعد عدة شهور من العلاج وعندما حان يوم الخروج وأثناء النقاش معه إذ مر حصان بجواره مما دفعه إلى الهرب والاختباء فوق أحد الأشجار وعندما هرع أحد الأطباء إليه سائلًا إياه عن سبب هذا الفعل بالرغم من اقتناعه بأنه إنسان أجاب قائلا «أنا أعرف أنى إنسان ولكن اعتقد ان الحصان لايزال يعتقد أنى حفنة من التبن».

و يقال أيضًا إن أحد المرضى النفسيين قد هرب من المصحة التى كان يتلقى بها العلاج ثم قام بالاتصال بالمصحة تليفونيًا سائلًا عن هل مازال موجودا بالمصحة أم لا وذلك لكى يتأكد هل نجحت خطة الهروب أم فشلت؟.

الأمثلة السابقة على وضوح لامعقوليتها إلا أنها تعطى إشارة إلى نوع من أنواع الأوهام أو لنقل الأمراض النفسية التى يتخيل فيها المريض انه مركز الكون وان ما يقوم به من أفعال هى التى تتحكم فى كل شيء ويمكن أن نضيف إلى هذا النوع من المرضى نوعا اخر من المدعين للأهمية والذين يعزون أى تغييرات أو أحداث هامة أو تافهة إلى تدخلهم شخصيا .

تشمل الأمور المقززة أيضا من يدعى الحكمة بأثر رجعى أو من يدعى انه شخص محترم وذلك بعد أن يتيقن تماما من موت كل من يعرفون قصته وأصله.