الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخيال الإيجابى

الخيال الإيجابى

ميز الله الإنسان بما لم يميز به سائر المخلوقات التى خلقها سبحانه وتعالى ومن الميزات هذه التى قد لايشعر بها الإنسان بشكل مباشر أو محسوس  قدرة الإنسان على تخيّل الأشياء والأحداث والوقائع وهى  إحدى أهم النّعم التى وهبها الله لبنى البشر، وقد ميّزه بهذه القوة عن الكثير من المخلوقات والكائنات الموجودة على  الأرض، الخيال أيضاً إحدي أهم وسائل تغيير الواقع التى قد  يملكها الإنسان، ويستطيع به أن يغيّر واقعه إلى واقعٍ أفضل، فبالتخيّل فقط يستطيع الإنسان أن يحوّل واقعه الصعب والمرير والمليء بمعوقات الحياة ومنغصاتها وضنكها إلى واقع آخر أكثر جمالاً ونوراً ومحبةً، وينسج فى هذا الواقع كل ما يتمنّى وجوده فى حياته، وقد عبّر عن قوة الخيال الإنسانى العالم الشهير  آينشتاين عندما قال : «إنّ القدرة على التخيّل أهم بكثير من المعرفة».



والخيال واحد من أهم قدرات العقل الباطن حيث إنّ الله أعطى العقل الباطن قدرات غير محدودة ، فقدراته فاقت كل التصوّرات والتوقعات على مرّ الزمان، ولفتت قدراته اللامحدودة أنظار العلماء والمفكرين وروّاد التنمية البشرية وأخضعوه لأبحاثهم ، ومن قدرات العقل الباطن  ما يمكن للإنسان استغلالها لفرض واقعٍ جميل هو إطلاق العنان لخياله بلا حدود. 

 والحقيقة أن  قوة الخيال تأتى من عدم معرفة العقل الباطن الفرق بين الواقع المعاش بشكل حقيقى  والخيال غير الحقيقي، فالعقل الباطن بقدراته اللامتناهية لا يمكن أن يفرّق بينهما، أى أنّ العقل الباطن لا يفرق بين ما يستقبل من صورٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ معاشةٍ ترى بالعين المجردة، وبين ما يستقبله الدماغ من صورٍ غير حقيقية يراها الإنسان فى مخيلته وأحلام يقظته، وبالتالى مع تكرار التخيّل، ومرور الوقت يبدأ العقل الباطن بالتحرّك لتغيير الواقع الحالى إلى واقع آخر مطابق لما كان فى خيال الشخص المتخيّل والحالم.

من الأمثلة المشهورة على قوة التخيّل فى صناعة الواقع، قصة الطيار العسكرى « جورج هول « والذى وقع فى الأسر خلال الحرب التى قامت بين بلاده وبين فيتنام أو ما سميت بالحرب الفيتنامية، حيث وضع فى صندوقٍ مظلمٍ لمدة تتجاوز السبعة أعوام، وحفاظاً على عقله أثناء فترة سجنه فى هذا القفص الرهيب، كان يتخيّل نفسه يلعب رياضة الجولف وبأدق تفاصيل اللعب، وبعد خروجه من الأسر بأسبوعٍ واحدٍ فقط استطاع الالتحاق بإحدى المسابقات العالميّة لرياضة الجولف، وحصل فيها على أحد المراكز المتقدمة جداً، كل ذلك حصل بسبب قوة الخيال والتخيل فى تغيير الواقع. من هذا نعرف أنه  على الإنسان تغذية عقله دائما  بالأفكار والصور الإيجابيّة، والتّى تحمل فى مجملها رسائل الحب، والخير، والنجاح ، فتغذية عقل الإنسان بمثل هذه الصور تساعده على عيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح وتجعله أيضاً يحقق من النجاحات والإنجازات  ما لا يستطيعه الإنسان الّذى يملأ رأسه بالأفكار السلبية والصور المدمّرة ومعانى الشر والإحباط والقلق ويركز عليها.فما يحققه العقل من تخيلات إيجابية يعادل تماما قدرته على تخيل السلبيات ، وهذه دعوة لتدريب العقل الباطن على تخيل الأشياء الإيجابية وتنميتها فى الواقع المعاش فلنبدأ من اليوم فى تخيل الإيجابيات بدلًا من الوقوع فى الخيال السلبى.