الساحل الشرقى وفدية الوقود
أعلنت الحكومة الأمريكية حالة الطوارئ الأحد الماضى بعد تعرض خط الأنابيب الرئيسى الناقل للوقود الى الساحل الشرقى لهجوم سيبرانى كبير أدى إلى توقف إمدادات الوقود إلى 18 ولاية تقريبا وهذا الخط بمفرده يمثل 45% من إجمالى الاستهلاك من أنواع الوقود المختلفة وتشمل أيضا وقود الطائرات.
بالطبع اعلنت حالة الطوارئ وتم البدء فى تفعيل الخطط المرتبطة به على عدة محاور منها تأمين امدادات الوقود من خلال الطرق السريعة والحافلات الضخمة وإعطاء سماحيات أكثر فى توقيتات السير على تلك الطرق والقيادة لساعات أكثر مع الدفع بعدد أكبر من الحافلات والسائقين.
أما على مستوى استرجاع الخدمة فالعديد من فرق المتابعة تدرس الموقف وتحاول استعادة المنظومة للعمل مرة أخرى ربما من خلال استعادة نسخ احتياطية من ملفات التشغيل وذلك لأن الهجوم الحادث هو من النوع المعروف بهجوم الفدية Ransomware Attack أى أن المهاجم قد اخترق المنظومة وقام بتعطيلها عن العمل وتشفير ملفات التشغيل المهمة طالبا فدية كبيرة من المال لاستعادة العمل مرة أخرى.
مجموعة منفذى الهجوم يسمون أنفسهم «الجانب المظلم» Darkside حيث قاموا بتشفير حوالى 100 جيجا بايت من البيانات مطالبين بفدية تقدر بـ 2 مليون دولار للإفراج عنها مع تحذير بسرعة توفير القيمة المطلوبة وإلا ستتم مضاعفة مبلغ الفدية إلى 4 ملايين من الدولارات حيث قاموا أيضا بتوفير رابط لموقع الكترونى ليقوم الضحية بالدخول عليه والتأكد من أنهم بالفعل قد حصلوا على بياناته.. أمر مشابه لخاطفى الأطفال فى الماضى عندما كانوا يسمحون لأهل المخطوف من الحديث معه تليفونيا لدقائق للتأكد من سلامته وأنه بالفعل بحوزة هؤلاء الخاطفين.
منفذو الهجوم لهم موقع متاح على الويب المظلم DarkWeb يقومون فيه بعرض إمكانياتهم وسابقة الأعمال فى مجال الاختراقات للأنظمة والشركات ويهددون أيضا بأنه فى حالة عدم الاستجابة والدفع أن يقوموا بإتاحة تلك البيانات مجانا على شبكة الإنترنت. على الجانب الآخر يؤكد الفريق الفنى بالشركة أنهم بصدد استعادة العمل فى المنظومة ككل سريعا بعد استعادة الملفات الاحتياطية وتحميلها بدلا من الملفات التى تم التحفظ عليها من قبل المخترقين.
أما عن أسلوب الاختراق فيشير الخبراء إلى أن جائحة كورونا وزيادة الاعتماد على الأنظمة الفنية للعمل عن بعد فإنه من المرجح أن الهجوم تم من خلال اختراق حساب أحد العاملين الذى كان يحاول الدخول على تلك الأنظمة من المنزل لاستكمال عمله مما أمكنهم من تتبع الأنشطة التى يقوم بها وسرقة كلمات المرور والسر.
لا تزال خطوط الأنابيب متعطلة وإمدادات الوقود المنتقلة عبر الطرق السريعة لن تكون بنفس الكميات المتاحة من خلال تلك الأنابيب - يتم نقل 2.5 مليون برميل يوميا - وهو ما قد يعرض الولايات المتأثرة وعددها 18 ولاية إلى نقص فى إمدادات الطاقة فى الأيام القليلة القادمة ومنها مدينة نيويورك وهو ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة. التجربة السابقة جرس إنذار للجميع لضرورة الاهتمام بأمن المعلومات وتفعيل خطط الطوارئ لضمان استمرارية الأعمال وتقليل الخسائر وقت الأزمات.
