الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المريضة رقم 31

المريضة رقم 31

ينتشر على موقع اليوتيوب مقطع مصور بعنوان «المريضة 31.. السيدة التى نشرت وباء كورونا فى كوريا الجنوبية» يتحدث عن سيدة مسنة أصيبت بالمرض فى فبراير 2020 وتشير إليها أصابع الاتهام بأنها المسئولة عن تفشى المرض فى كوريا الجنوبية بعد أن كانت الأعداد المصابة محصورة ومعزولة.



يشير التقرير إلى أن هذه السيدة قد تم نقلها إلى المستشفى نتيجة إصابتها فى حادث حيث اختلطت بالأطقم الطبية والمرضى لمدة يومين حيث شعرت بالتهاب بسيط فى الحنجرة قبل أن تغادر المستشفى لاحقا.

قامت بعد ذلك بحضور قداس فى إحدى الكنائس استمر لمدة ساعتين وحضره أكثر من 500 شخص ثم بعد انتهاء القداس شعرت بأعراض حمى مما استوجب انتقالها إلى المستشفى حيث اقترح عليها الأطباء إجراء تحليل كورونا ولكنها رفضت وغادرت المستشفى.

فى المساء حضرت عشاء فى أحد الفنادق وفى اليوم التالى حضرت قداسا آخر فى نفس الكنيسة وبعد انتهاء القداس تفاقمت الأعراض مما أجبرها على عمل تحليل للمرض والذى أثبت أنها الحالة الإيجابية رقم 31.

بعد الإعلان عن تلك الحالة تفاقمت الأعداد فى البلاد والتى وصلت الآن إلى حوالى 125 ألف حالة إصابة وحوالى 1200 حالة وفاة...الأعداد ليست كبيرة مقارنة بدول أخرى ولكن ربما يعود ذلك إلى أسباب كثيرة منها التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية.

إحصائية أخرى تقول إن المريض الواحد إن أصاب 3 من الأصحاء وقام كل واحد منهم بإصابة 3 آخرين وتكررت تلك السلسلة عشر مرات فإن إجمالى أعداد المصابين ستصل إلى 59 ألف مصاب. ويعتمد زمن الوصول إلى هذا العدد على عدة عوامل منها مدى الاحتكاك والتفاعل بين الأشخاص ومدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية وكذا أيضا المناعة الشخصية لكل منهم وهى مجموعة كبيرة ومعقدة من الاحتمالات والتوقعات يمكننا من خلالها استخلاص أمر واحد واضح ألا وهو أن المرض سريع الانتشار وأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو التزام أخلاقى فى المقام الأول فربما يقوم شخص بنقل المرض ولا يصاب به وربما ينهى المرض حياة شخص أو يستمر بقية حياته مع متاعب صحية مزمنة.

ربما لا تكون المريضة رقم 31 هى المسئولة عما حدث مثلما يتم الإيحاء فى المقطع المصور فهى لم تختلق المرض وربما تكون قد أصيبت به منذ الزيارة الأولى للمستشفى أو الفندق أو الكنيسة ولكن علينا جميعًا أن نحذر ونهتم بصحة وحياة من نعرفهم ومن لا نعرفهم لكى ننجو جميعا بعون الله.