الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عين الذبابة

عين الذبابة

عين الذبابة ليست عينا عادية مثل عين الإنسان والتى تحتوى على عدسة واحدة فقط بل تنتمى الى نوع يطلق عليه «العين المركبة» أى المكونة من عدد كبير من العدسات يتراوح بين 3 آلاف الى 6 آلاف عدسة للعين الواحدة.



تستطيع كل عدسة التقاط جزء من الصورة وذلك بسرعة قد تصل الى 250 صورة فى الثانية اربعة اضعاف سرعة العين البشرية فى التقاط الصور وهو ربما ما يفسر قدرة الذبابة على المراوغة والطيران بعيدا اثناء محاولات الايقاع بها فى يوم حار لزج.

التعقيد فى خلق الذبابة يتخطى العين الى القلب الذى ينبض حوالى الف نبضة فى الدقيقة الواحدة والغريب انه بتشريح الذبابة اكتشف انها لا تملك معدة على الاطلاق وفى كل الاحوال فإن عمر الذبابة لا يزيد على اسبوعين وهو ما يجعلها تتكاثر بمعدلات كبيرة لكى تحمى نفسها من الانقراض.

أتذكر سؤال ألقاه مذيع على احد رجال الدين حول لماذا خلق الله الذبابة فكانت الاجابة انه ربما تكون الذبابة سببا فى نقل الامراض أو للتعرف على مدى قذارة مكان ما.. فيما بعد اثبت العلم ايضا فائدة الذباب فى نقل حبوب اللقاح والتخلص من بعد الآفات الضارة كما انه يتم استخلاص بعض المواد العلاجية التى تساعد على التئام الجروح وخاصة من يرقات الذباب. 

اما عن انواع الذباب فإن الرقم يصل الى 100 الف نوع مختلف ويمكن لذبابة واحدة ونسلها ان يصل الى 25 مليون ذبابة فى خلال فصل واحد.

أتعجب ممن لا يستطيع ان يستشعر عظمة الخالق ودقة صنعته فى مثال كمثال الذبابة ويفتتن بلفظ الجلالة يراه مكتوبا على حبة طماطم أو عبارة التوحيد يوهمه بعضهم بانها مكتوبة بتشكيل افرع اشجار فى غابة المانية.

هل نترك الدقة والتعقيد فى خلق الذبابة ونلهث وراء حبة طماطم أو حجر ملقى على الارض.. الذباب الذى ذكره المولى عز وجل فى الآية 73 من سورة الحج «»يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ».

فإذا كانت الدقة والتعقيد والعظمة فى خلق الذباب فمن باب أولى ان ننظر بنفس الأسلوب الى كل تصاريف الحياة ويقدره المولى عز وجل وييسرنا اليه وما يمنعه عنا وما يختبرنا به.. فلا يصح أن نعتقد أن أيا مما يحدث حولنا هو أمر عشوائى أو بمحض الصدفة أو بلا حكمة أو هدف.. فلا أصغر من الذبابة فى الحجم وفى القدر ولكن ما أعظم صنيع الله.