سمير غانم

أعترف بالتقصير لعدم الكتابة عن الفنان الكبير سمير غانم من قبل ولا أدرى ما السبب ولكن أعتقد أن هذا يرجع إلى إحساس عام لدينا جميعا بأن سمير غانم هو أحد ثوابت الحياة التى لم يخطر ببالنا أن نفقدها يومًا ما.

نحن جيل السبعينيات كانت البداية مع سمير غانم من خلال عدد من المسرحيات مثل «جوليو ورومييت» و«موسيقى فى الحى الشرقى» وعدد من الأفلام منها بالطبع «خلى بالك من زوزو» و«عالم عيال عيال» و غيرهما الكثير.

أتذكر فى تلك الأثناء أن شاهدنا الفترة السابقة لتلك الحقبة وأقصد بها فترة البدايات مع ثلاثى أضواء المسرح وأتذكر عدم القدرة على الربط بين شكل سمير غانم فى تلك الفترة حليق الشارب وبشعر خفيف ونظارة طبية مع الشكل الجديد والذى استمر حتى وفاته... ربما حداثة السن لم تمكننا من التقاط الشبه بينهما وأيضا اختلاف أسلوب الإضحاك نوعا ما.

أتذكر الاستماع إلى أحد برامج الإذاعة «أبناؤنا فى الخارج» قبل أن أشاهد الاسكتش الكوميدى ولذلك كان الضحك مضاعفا...حفظ جيلنا العديد من تلك الاسكتشات عن ظهر قلب مثل «كوتوموتو» واسكتش «الكورة» الشهير بجملة شالوا ألدو جابوا شاهين واسكتش «السجن» الشهير فى فيلم 30 يوم فى السجن وغيرها الكثير.

ويمكن القول بأن الفنان سمير غانم قد مر بخمس مراحل فنية أولها قبل وفاة الضيف أحمد مع ثلاثى أضواء المسرح تليها فترة العمل مع الراحل جورج سيدهم فى العديد من المسرحيات والفوازير وخلافه ثم الانتقال إلى المرحلة الثالثة والتى عمل فيها منفردا فى العديد من الأفلام والمسرحيات والفوازير الرمضانية قبل أن يدخل فى المرحلة الرابعة والتى بدأت مع زواجه من الفنانة دلال عبدالعزيز ومشاركتها له فى العديد من الأعمال المسرحية قبل أن ننتقل إلى المرحلة الأخيرة بعد تمام النضج والنجومية وإثبات الموهبة لدنيا وإيمى وانتقاله للعمل معهما داعما وناشرا للبهجة أينما حل.

جاءت وفاة الفنان سمير غانم والتى أشار أحد الأصدقاء على شبكات التواصل الاجتماعى بأن وفاة الفنان سمير غانم هى «أول مرة يزعلنا فيها» وهذا حقيقى فالجميع فى حالة حزن على فنان كبير ناشر للبهجة والسعادة والذى أثبت بحق أنك تستطيع أن تعيش على هذا الكوكب سنوات طويلة بدون أن تشتبك أو تدخل فى خصومات أو عداءات مع أحد وأن يحترمك ويحبك الجميع.... مع السلامة يا سمورة.