الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغضب الإليكترونى

الغضب الإليكترونى

أثار قيام إحدى الكليات العملية بعمل تهنئة لأحد أعضاء هيئة التدريس بمناسبة ترقيته الى درجة مدرس وذلك من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» حالة من الجدل نجمت عن تفاعل المستخدمين مع الخبر.



ففي خلال يومين فقط وصل كم التفاعل الى حوالى ربع مليون وهو رقم مهول بالنسبة لخبر بسيط مثل هذا الخبر والمعتاد رؤيته كل يوم عدة مرات...المشكلة أن حوالى 240 ألف تفاعل كان من خلال تعبير الغضب Angry Emotion وحوالى 4 آلاف من خلال تعبير الضحك الساخر أما باقي التعبيرات وإجمالية يصل الى حوالى 4 آلاف علامة تنوعت بين الإعجاب والحزن والحب.

أما عن التعليقات فوصل عددها الى حوالى 39 الف تعليق وتمت إعادة نشر الخبر 23 الف مرة والسبب ببساطة يمكن التعرف عليه من خلال قراءة بعض من تلك التعليقات والتي تشير الى اسلوب هذا المدرس فى تعامله مع الطلبة...الجميع يتحدث عن ذكريات سيئة معه سواء من هم فى الكلية حاليا او حتى بين الخريجين الذين يشيرون الى عدم قدرتهم على نسيان مواقفهم مع الاستاذ.

على الجانب الآخر اشار الاستاذ الى ان تلك التعليقات أتت من طلبة لا يلتزمون بقواعد الدراسة وأنه يطبقها بحزم مما دفعهم الى الانتقام منه عندما سنحت لهم الفرصة. الجامعة فتحت تحقيقًا فى الأمر والغريب أن الجامعة أشارت إلى عدم وجود أية شكوى واحدة خلال السنوات السابقة ضد هذا الاستاذ على الإطلاق.

احد التعليقات تستعجب من زيادة عدد الغاضبين ووصولهم الى هذا الرقم المهول وتتساءل هل احتك كل هؤلاء بالأستاذ وتدلل على ذلك بانه حتى وان كانت دفعة الطلبة قوامها الف طالب سنويا وان الاستاذ قد اساء الى الدفعة كلها فإنه فى حاجة الى 240 سنة ليحصل على كل علامات الغضب التي حصل عليها.

بالطبع علامات الغضب ليست مقصورة على من تعرض لموقف يراه غير مناسب مع هذا المدرس بل ربما قام آخرون بذلك لتعرضهم الى مواقف مشابهة فى أي تعامل آخر فى المدرسة او الجامعة او العمل كما ان اسلوب القطيع قد يدفع البعض الى القيام بالمشاركة بدون ان يكون قد مر باية تجربة سلبية على الإطلاق.

وفى جميع الأحوال أرى أن ما تم هو أمر إيجابي الى حد كبير فاستمرار الرقابة وابداء الرأي من خلال تلك الشبكات أمر مهم وأساسي يردع البعض ويقوم سلوك البعض ويظهر مشاعر الحب والكره حتى بعد انقضاء المصلحة.