السباك الرقمى
فى صبيحة يوم الجمعة منذ عدة أسابيع تلقيت اتصالًا تليفونيًا من جارى العزيز الذى يقطن أسفل شقتى معتذرًا عن الاتصال مبكرًا ثم أشار إلى أن سقف الحمام لديه يسرب مياهًا بشدة.
قام بتصوير هذا التسريب وقام بإرسال مقطع الفيديولى من خلال الواتساب ، قمت على الفور بإجراء عدد من الاتصالات التليفونية بعدد من الأهل والأصدقاء بحثا عن «سباك كويس» حيث تراوحت الإجابات بين من قام بإعطائى أرقامًا لأكثر من سباك وصولا إلى من أتحفنى بالعبارة السرمدية «مفيش سباك كويس».
بدأنا ماراثون الاتصال بالأرقام التى حصلنا عليها والتى رأينا فيها كل الاحتمالات الممكنة بداية من رسالة «الهاتف الذى طلبته ربما يكون مغلقا» مرورًا بـ«جرس ومحدش بيرد» أو أن الهاتف مشغول وصولا الى المحادثات الشهيرة بين الزبون والسباك والتى تراوحت بين مباراة كلامية لمحاولة معرفة العطل بالتحديد قبل أخذ قرار الانتقال لإصلاحه وصولا الى من رفض لأن «النهارده إجازة» أو طلب الانتظار ثلاثة أيام حتى يتم الفراغ مما يقوم به والقدوم لحل المشكلة.
أطرف رد جاءنى من أحدهم الذى تعلل بأنه «لسه واخد دش» ويمكن أن يصاب بالبرد إذا أتى على الفور، وهنا وجدتنى أتوقف عن استكمال الاتصالات يائسا ثم بدأت أفكر كيف أستطيع أن أقوم بحل المشكلة بنفسى فربما أستطيع ذلك.
بدأت بالبحث على موقع اليوتيوب عن المشكلة واقتراحات الحل والتى تراوحت بين انسداد بسيط أو «تفوير» كامل للحمام وهنا وجدت تطبيقًا على الهاتف المحمول يمكن من خلاله طلب أى «صنايعى» ويقوم التطبيق بالتنسيق وإرسال الشخص المطلوب وهو ما قمنا بفعله بالضبط حيث قام أحدهم بالاتصال بى بعد أن تم الاشتراك والطلب من خلال التطبيق بربع ساعة فقط حيث طلب العنوان بالتفصيل وأفاد بأنه سيكون موجودًا فى تمام الساعة الخامسة.
يائس وغير مصدق لهذا الوعد استمريت فى البحث على حلول للمشكلة على شبكة الإنترنت و الأدوات التى يتعين على اقتناؤها لإصلاح المشكلة، حتى جاءت الساعة الرابعة والنصف فوجدت طرقا على الباب فقمت مسرعا بفتح الباب حيث وجدت السباك يبتسم طالبا الدخول للكشف وإصلاح العيب.
قام بإصلاح العيب ولما وجدته ماهرا طلبت منه إصلاح عدد آخر من المشكلات وبعد الانتهاء شكرته وسألته عن الاتعاب فما كان منه إلا أن أخرج هاتفه المحمول وقام بفتح التطبيق الذى احتوى على عدد من القوائم التى تحتوى على أنواع الأعطال المختلفة حيث قام بالضغط على عدد من تلك القوائم مطابقة لما قام به بالفعل وما هى إلا ثوان معدودة حيث وجدت هاتفى يستقبل رسالة تحتوى على الأتعاب، دفعتها شاكرا للسباك وللفكرة والمنفذين وللعالم الرقمى الجديد عندما نحسن استغلاله.
