الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤشرات خادعة نوعاً ما

مؤشرات خادعة نوعاً ما

نقاش قديم يتجدد دائما عندما نتعرض لعمل فنى يراه البعض مبتزلا بينما يراه البعض الاخر نوعا جديدا من الفن ثم تبدأ التبريرات لإقبال الجماهير عليه وأشهرها عبارة «الجمهور عايز كده» والذى يقودنا الى نقاش جدلى آخر حول من يقود من...الجمهور ام صناع العمل الفنى ثم يعود العامل المادى ليقول كلمته النهائية فى اغلب الاحوال ببساطة تكون الغلبة لشباك التذاكر فعندما يحقق عملا فنيا متواضعا أو مسفا لملايين من الجنيهات فلا يمكن ان يدعى احد ان تلك الملايين اتت من جماهير واعية أرادت فقط ان تتأكد من ان العمل ليس على المستوى المطلوب أو ان اقدامهم على ترك منازلهم والذهاب الى دور العرض ودفع قيمة التذاكر ومشاهدة العرض كانت امورا عشوائية تندرج تحت مسمى الغلطة التى لن تتكرر ...ببساطة لأنها تتكرر فنجد عملا آخر لنفس النجوم وبنفس المستوى المتدنى ثم نجد نفس الاقبال وربما أكثر.



بالطبع لا يمكن التعميم فلا تزال تلك الجماهير قادرة على تذوق الفن الهادف القيم بدليل اعمال قليلة لاقت نجاحا كبيرا ولهذا فإن الصراع بين الغث والثمين هو صراع لن ينتهى وفى تقديرى فإن بقاءه هو جزء من صراع الخير والشر الذى لن ينتهى الا بانتهاء الحياة تماما. وفى العالم الرقمى نجد أن أمرا مشابها يحتاج الى التحليل أيضا وربما تكون أدواته وعناصره مختلفة نوعا ما فهى لا تحتاج الى مجهود كبير مثل ذلك الذى يتكبده مشاهد صالات العرض فى الماضى فلا احتياج الى ارتداء ملابس مناسبة أو الانتقال الى دور العرض وفى الغالب ايضا لا توجد حاجة الى انفاق أى مبالغ لمشاهدة المحتوى فالمحتوى المجانى كثير ومتاح ولا يحتاج الا للاشتراك فى خدمة الاتصال بالإنترنت فقط.

على منصة اليوتيوب استوقفتنى اغنية شعبية شهيرة مما يطلق عليه «أغانى المهرجانات» تمت اتاحتها منذ اغسطس 2020 أى منذ اقل من عام ومع ذلك فإن المشاهدات تخطت حاجز الـ 180 مليونا مع حوالى 1.4 مليون علامة اعجاب وحوالى 289 الف علامة عدم اعجاب.

فى المقابل مقطع لإحدى اغنيات سيدة الغناء العربى متاحة منذ ست سنوات بمشاهدات فى حدود  43.7 مليون و227 الف علامة اعجاب و24 الف علامة عدم اعجاب.

تفسير وتحليل تلك الارقام يختلف نوعا ما عن تحليلات شباك التذاكر فحب الاستطلاع يكون اكبر على اعتبار ان المقاطع مجانية كما ان علامات الاعجاب أو عدم الاعجاب هى ثقافة لا يهتم بها الكثيرون وربما يهتم بها صاحب المقطع نفسه من خلال شراء علامات اعجاب ولا يمكن مقارنة مقطع لأغنية قديمة بأغنية حديثة كما أن الأذواق تختلف وليس معنى عدم الاعجاب أن المطربة سيئة على الاطلاق فربما لا تروق الاغنية لبعض من محبيها كما انه من المقبول الا تروق المطربة نفسها لكل الناس ولكن للأسف تستخدم تلك المؤشرات لاستقطاب الجمهور نحو أو ضد عمل ما أو مطرب ما  وهنا نحتاج الى الموضوعية وتلك قضية تحتاج الى تفصيل.