الملبوسات الرقمية 1-2
منذ بدء ثورة المعلومات وما شملته من إبداعات وابتكارات والتى تزامنت مع التطور الكبير فى أساليب نقل البيانات والمعلومات من خلال الشبكات المحلية والممتدة والذى بدونه ما وصلنا إلى هذا العالم التفاعلى شديد الترابط والأمثلة من التاريخ كثيرة فوجود المعلومة بدون وسيلة اتصال آمنة وسريعة وفعالة يجعلها محدودة القيمة والأثر... مثال على ذلك الحرب العالمية الأولى والتى احتاجت عدة أيام منذ بدء نشوبها حتى تعلم كل دول العالم بذلك.
الملمح الثانى من ملامح تلك الثورة التكنولوجية والمرتبط بالأجهزة التى يستخدمها الأفراد للتفاعل فى هذا العالم الرقمى حيث يمكن القول بأنها تعمل من خلال ثلاثة خصائص أن تكون أكثر حركة More Mobile وأكثر تكاملا More Integrated وأكثر خصوصية More Personal .
المثال الأقرب والذى تتحقق فيه تلك الخصائص الثلاث هو الهاتف الذكى فهو متحرك مع صاحبه فى أى مكان ولا يرتبط بكوابل أو بمركز معين للتشغيل مثلما كان الحال فى الماضى من خلال صالات ومراكز استخدام الحواسب الإلكترونية أو العقول الإلكترونية بحسب تعبير الماضى ربما قبل تطور علم الذكاء الاصطناعى مثلما هو الحال اليوم.
تتضح الخاصية الثانية-التكامل- من خلال مثال الهواتف الذكية أيضا فى احتوائها على العديد من التطبيقات والتى حولت الهاتف الذكى من مجرد هاتف إلى جهاز حاسب آلى متصل بشبكة الإنترنت ويمكن من خلاله القيام بجميع الوظائف من بحث واسترجاع وتخزين وطباعة أيضا.
أما الجزء الأخير المرتبط بالخصوصية فنراه متحققا من خلال الحسابات والملفات الشخصية Personal Profiles الموجودة على الأنظمة الفنية وقواعد البيانات ومنصات التواصل الاجتماعى المختلفة وارتباطها بجميع الأنشطة اليومية الخاصة بالعمل والدراسة والترفيه وخلافه.
ومع التطور المستمر للأجهزة الإلكترونية مع تبنيها للخصائص الثلاث السابق الإشارة إليها انتقلنا إلى مرحلة أخرى من الأجهزة الرقمية المرتبطة بتقنيات إنترنت الأشياء Internet Of Things (IoT) حيث أصبحت تلك الأجهزة يتم ارتداؤها حرفيا ومن هنا ظهر مصطلح الملبوسات الرقمية Digital Wearables.
غدًا نكمل
