ساعة بريك

إنه فى يوم الثلاثاء الموافق الثامن من يونيو 2021 وفى تمام الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت الصيفى البريطانى حدث عطل أصاب العديد من المواقع الإخبارية العالمية مثل موقع الجارديان والتايمز وأيضا أجزاء من موقع تويتر والعديد من المواقع المهمة الأخرى.

استمر الانقطاع لمدة تقترب من الساعة ثم بدأت المواقع فى العودة الى العمل تباعا حتى انتهت مدة الانقطاع تماما ولكن لم تنته التفسيرات والتبريرات والتوقعات والمخاوف المستقبلية أيضا.

أشار موقع البى بى سى الى ان العطل طال ايضا الموقع الرسمى للحكومة البريطانية مما قد يفند فكرة ان المستهدف هو هجوم ضد المواقع الإخبارية العالمية فقط.. هذا إن كان ما حدث هو هجوم سيبرانى وهو ما لا اعتقد فى حدوثه لعدة أسباب منها ان الأعطال الناجمة عن الهجمات السيبرانية أن كانت بهذا التأثير فهى هجمات كبيرة لا يمكن بسهولة تلافى آثارها السلبية والعودة الى انتظام المواقع فى العمل فى خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.

من المرجح ان ما حدث هو عطل فى منظومة شبكة توصيل المحتوى Delivery Content Network (GCN) وهى منظومة فنية تربط العديد من مراكز البيانات والعديد من السحب Clouds بما تحتويه من خوادم عديدة Servers تحتوى على نفس المواقع الالكترونية وبنفس المحتوى وتكون وظيفتها هى توجيه المستخدم لأقرب خادم بأقرب مركز بيانات فى اقرب سحابة الى الموقع الذى يقوم من خلاله بالدخول على شبكة الإنترنت لضمان سرعة الوصول إلى المحتوى المطلوب وقيام الخادم بالاستجابة للأوامر التى يقوم بها المستخدمون.

ولإيضاح تلك الفكرة فإنه ببساطة يبلغ عدد مستخدمى موقع الفيسبوك حوالى 2.8 مليار مستخدم فمن غير الممكن أن يقوم خادم واحد أو مركز بيانات واحد أو سحابة واحدة بخدمة كل هذا العدد من المستخدمين فى نفس الوقت بهذا المستوى المرتفع من الخدمة خاصة فيما يخص  سرعة الاستجابة وبلا أعطال تقريبا.

أما ما حدث فيكن تفسيره ببساطة الى وجود خطأ فى إعدادات شبكة التوزيع جعلها لا تتمكن من توزيع المستخدمين على الخوادم مما أعطى الانطباع بأن ما حدث  من عطل هو انهيار للمنظومة بالكامل نتيجة هجوم سيبرانى ولكن ما حدث فى تقديرى هو أن القائمين على الشبكة قد قاموا بالعودة إلى الاعدادات القديمة Configuration Rollback مما اعاد الشبكة الى حالتها الأولى فتمكن المستخدمون من الدخول إلى تلك المواقع مرة أخرى ومن ثم الإحساس بأن المشكلة قد تم حلها.

العديد من التوصيات ظهرت على الفور منها أن سيطرة عدد قليل من الشركات على سوق الاستضافة والإتاحة للمواقع الالكترونية على مستوى العالم يؤثر بشدة على قطاعات كبيرة عندما تتعرض أى شركة لأى عطل بسيط ويفضل تقسيمهم إلى إعداد اكبر أو قيام أصحاب تلك المواقع بالتعاقد مع اكثر من شركة.

ربما مدة الساعة قد لا يلحظها زوار المواقع التقليدية ولهذا فإن أول من شعر بالعطل هم مرتادو المواقع الاخبارية ومنصات التواصل الاجتماعى ولكن فى جميع الأحوال فإن مدة الساعة هى مدة طويلة جدا دائما بخلاف «ساعة البريك» خلال يوم عمل مشحون.