عايزين حد أمين
انتشرت منذ عدة سنوات رسائل قصيرة تأتى على الهواتف المحمولة بعدة صياغات والمعنى واحد وهو أن أحدهم قد عثر على كنز مكون من عدد من التماثيل الفرعونية أوعثر على مقبرة كاملة ويبحث عن «حد أمين» لمساعدته فى تصريفها.
وقبل الدخول فى الموضوع يجب أن أؤكد على أن حلم الثراء السريع هو حلم قديم يشمل عددًا من الأساليب بعضها منطقى وبعضها خيالى ولا مجال كثيرًا للحديث عن الحلال والحرام... راجع الأحلام المرتبطة بتحويل التراب إلى ذهب أو العثور على كنز من الذهب مرورًا بالبطة التى تبيض ذهبا وطاقية الإخفاء وتسخير الجن وخلافه.
العثور على كنز من الآثار الفرعونية ويا حبذا لوكانت المقبرة تحتوى على الزئبق الأحمر الذى يساعد فى تسخير الجن والوصول إلى الثراء السريع بدون أدنى مجهود... للأسف هذا الحلم يلغى العقول تمامًا ويتوقف التفكير المنطقى بل يتراجع مفسحا المجال لمنطق الأطفال والحمقى... أتذكر قضية شهيرة فى الثمانينيات لرجل أعمال استغلته إحدى العصابات لتبيع له مادة حمراء على أنها زئبق أحمر سيمكنه من زراعة أشجار تطرح دولارات خضراء.
انتحر المنطق تماما فى القصة السابقة وفى المئات من القصص الشبيهة ولكن حلم الثراء يستمر فى حصد ضحاياه فالبعض يلجأ للدجل لمحاولة ما يطلقون عليه تسخير الجن لتتم استشارته وسؤاله عن مواضع تلك المقابر ومن ثم البحث عن أشخاص أمناء للقيام بعملية الحفر وأشخاص ذوى أطماع لتمويل عمليات البحث والتنقيب والتى قد تحتاج إلى شراء منزل بالكامل طالما أشار الجن إلى وجود كنز تحته ومن ثم فإن الحاجة إلى التمويل تدفع البعض إلى الاستدانة أوبيع ما يملكون ليتم تمويل تلك العملية ثم ينتهى الأمر بانهيار المنزل ووقوع ضحايا أو استمرار الحفر ليصلوا فى النهاية إلى بئر للمياه الجوفية فقط.
أمر مشابه انتشر منذ بدأت خدمة البريد الإلكترونى تغزوالعالم حيث تلقينا العديد من الرسائل من أشخاص مجهولين أويدعون أنهم أبناء شخصيات سياسية معروفة ويرغبون فى تحويل ملايين الدولارات إلى حسابات بنكية جديدة يتم إنشاؤها باسم متلقى البريد الإلكترونى مع وعد بالحصول على عمولة لا تقل عن 10% بعد إتمام العملية وهى ببساطة نوع سذج من غسل الأموال داعب أحلام الثراء السريع السابق الإشارة إليها كثيرا.
الطريف أنه أثناء أزمة السكر التى حدثت لعدة أسابيع بنهاية 2016 انتشر على شبكات التواصل الاجتماعى رسالة طريفة تقول «يا محمد أنا لقيت كيلوسكر متعرفش حد أمين يعملنا كبايتين شاى».
