عصر الحكمة 1-2
ربما لم يتبلور العصر التالى لعصرى الزراعة والصناعة والمسمى بعصر المعلومات إلا بعد انتشار شبكة الإنترنت ووصولها إلى نسبة تغطية تصل الى 60% من سكان الأرض وأن أكثر من 90% من المستخدمين يقومون بذلك من خلال الهواتف الذكية... بالطبع النسبة تختلف من دولة لأخرى فمنها من يتعدى نسبة الاستخدام 96% من السكان وصولًا إلى دول لا يتعدى اعداد مستخدمى الإنترنت فيها عدة آلاف!!!.
هذا الكم المهول من البيانات والمعلومات لا يقتصر فقط على رقمنة الخبرات والعلوم الماضية فحسب بل يتخطى ذلك المواد الرقمية المستحدثة وأيضا تلك التى تولدها الأجهزة التكنولوجية أو فلنقل «البيانات التى تولدها الاشياء» والأشياء هنا ليس تجهيلا لمعلوم بل بالفعل فإن إنترنت الاشياء تسمح لكل شىء وأى شىء أن يتصل بالشبكة ويتواصل مع الأشياء الأخرى من خلال تبادل البيانات بصورة آلية.
ولنأخذ موقع اليوتيوب لبيان حجم البيانات الجديدة التى تتم إضافتها حيث تشير احصائيات قديمة ـ مايو 2019 ـ إلى أنه تتم اضافة 500 دقيقة جديدة على هذا الموقع كل دقيقة أى نحو 30 ألف ساعة تتم اضافتها كل ساعة وذلك بمعدل زيادة سنوية لا يقل عن 10%. أما عن إنترنت الأشياء Internet Of Things (IoT) فإن التقديرات تشير إلى أنه بنهاية هذا العام سيصل عدد الأجهزة المتصلة إلى 46 مليار جهاز وأن تصل إلى 125 مليار جهاز فى العام 2030 وهى تقديرات يدعمها التطور الكبير فى سرعات الشبكات والبنية التحتية اللازمة وأيضا التوجه العالمى للإسراع بمعدلات التحول الرقمى إيمانا بأهميتها أحيانا وجبرا نتيجة الجائحة الحالية أحيانا أخرى.
كل ما سبق معلوم للجميع، بل لدى كل منا العديد من الاحصائيات الأخرى التى تسير فى نفس السياق وتؤكد نفس الفكرة وهنا لا بد من أن نبدأ فى التساؤل عن مستقبل عصر المعلومات فى ظل هذا الزخم الكبير من المعلومات فى كل المجالات وفى جميع الأوقات وبأعداد كبيرة أحيانا تجعلنا نتجه إلى التعبير عن هذا بفيضان المعلومات Information Overflow هو فيضان كبير سيغرق فيه الغالبية وينجو أقل القليل.
غدا نكمل
