الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأوفر ثينكينج وسنينه

الأوفر ثينكينج وسنينه

ما بين مهام تريد أن تنهيها ومهام تأمل فى أن تبدأ فيها لإنجازها، تقضى المرأة يومها فى حركة مستمرة لا تتوقف ولا تنتهى مثل حركة الكرة الأرضية، فهى التى تستيقظ مبكرًا من أجل ألا يفوتها ميعاد التوقيع فى العمل حتى لا يخصم من أجرها، وهى التى تحاول أن تنهى عملها سريعًا حتى تلحق موعد تمرين أبنائها، ثم تطير بسرعة البرق على البيت لتحضر وجبة الغداء لأسرتها، بعدها تبدأ فى الاندماج والدخول فى تفاصيل منزلية أخرى باعتبارها زوجة وأم كالاهتمام بأفراد الأسرة والتوضيب والتنظيف وبالطبع لا يخلو اليوم من محاولة فض الاشتباكات بين الأبناء وتوقيع الجزاءات على المذنب والغلطان وتطييب خاطر الغضبان.  بعد كل هذه السحلة والحركة والتنطيط والتعب والمجهود من المتوقع أن تدخل المرأة فى النوم بمجرد الذهاب للفراش ولكن ما يحدث هو العكس، حيث تتسلل إلى دماغها أفكار غريبة ومريبة، سوداوية وغير منطقية، تبدأ فى توجيه أسئلة تعبر عن هذا الكم  الهائل من الأفكار والتساؤلات التى تدور داخل عقلها ولا تجد لها إجابة أو تخشى أن تجيب عليها أو أن الإجابة ستزيد شعورها بالقلق، والمثير أن هذه الأفكار تتكاثر وتزيد فى الليل حيث السكون التام والهدوء من أى شىء سوى التفكير المفرط أو الأوفر ثينكينج!



يقول الفيلسوف الأمريكى ورائد الطب النفسى الحديث، ويليام جيمس: «الاكتشاف الأعظم الذى شهده جيلى والذى يقارن بالثورة الحديثة فى الطب كثورة البنسلين.. هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية».

ويضيف «أنا أعرف شيئا عنك على الرغم أنى لا أعرفك.. أنت تقضى الكثير من الوقت داخل رأسك.. عقلك مشغول دائمًا بالتفكير والقلق والشعور بالذنب، وهذا يسبب لك بالطبع المعاناة والضغط النفسى والعصبى.. لكن أبشر 99% من هذه الأفكار التى تدور فى رأسك غير حقيقية علاوة على أنها غير مهمة على الإطلاق».

ويقول «طوال حياتى كنت مشغولًا بالأفكار البرجماتية والأمور العلمية والنصائح العلمية، ويضيف أن البرجماتية تعتقد أن العقل هو أداة يجب أن تعمل لأجلك لا ضدك، لكن معظم البشر يعتقدون أنهم لا يستطيعون السيطرة عليها، يقولون دائما «لا أستطيع التوقف عن التفكير فى هذه الأشياء.. ماذا أفعل؟».. من هنا نبدأ.. ماذا تفعل؟

تحديد الأفكار التى تدور فى رأسك مهارة يمكنك أن تكتسبيها، فأنتِ تستطيعين بالفعل السيطرة على هذه الأفكار لكنك تحتاجين إلى بعض التمارين، فجميع الناس يفكرون هكذا ويتعرضون للضغوط والجميع أيضًا يعتقد أنه وحده الذى يقوم بهذه العملية، لذا قومى بفصل الأفكار التى تهمك وتفيدك وتلك التى لن تفيدك مطلقًا بل تسبب لك المعاناة فقط. يجب أن تراقبى رأسك دائماً إذا حاولت الانجراف بك إلى الأفكار السلبية مرة أخرى وتوقفى عن هذا فوراً، بالطبع ستشعرين بالصعوبة فى بداية الأمر لكنك مع الممارسة ستجدى العملية سهلة وسلسة لتعودى مرة أخرى إلى الواقع، وتجنبى أن تحاكمى نفسك أو تصفيها بالغباء، واستمرى فى التوقف عن التفكير مع الوقت ستجدى نفسك تتخلصين تلقائيا من الأفكار السلبية وتركزى فيما تفعليه.. فقط ارتاحى لتستعدى لمعركة اليوم الذى يليه وهذا هو المطلوب.