الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حقوق ضائعة

حقوق ضائعة

النكتة الشهيرة والتى يظهر فيها إبليس راغبًا فى مغادرة الكرة الأرضية فيسأله موظف المطار عن سبب رغبته فى السفر والهجرة إلى كوكب آخر ولماذا هو غاضب هكذا فيجيبه مشمئزًا بأنه يقوم بالوسوسة للإنسان ليقوم بالعديد من الموبقات والسرقات ثم فى نهاية المطاف يقوم هذ الإنسان بتشييد منزل كبير ويضع على بابه لافتة بها الآية القرآنية «هذا من فضل ربى».



تذكرت تلك النكتة وأنا أتابع أحد العروض التقديمية المتخصصة والتى قام صاحبها بأخذ عدد من شرائح العرض من الموقع الإلكترونى لإحدى المؤسسات المتخصصة وقام بطمس اسم تلك المؤسسة وكتب اسمه هو شخصيًا بدلًا منها مع عبارة «جميع الحقوق محفوظة All Rights reserved» وهنا بدأت فى التساؤل عما هى تلك الحقوق ومن هو صاحبها  كيف يقوم بهذا الفعل المكشوف بهذه الأريحية والجراءة.

ثم تطرق التفكير إلى قرصنة برامج الحاسب والذى تشير بعض الإحصائيات بأنه يشكل نحو 37% من إجمالى البرمجيات الموجودة ويسبب خسائر تصل إلى 46 مليار دولار لمنتجى تلك البرمجيات...ربما تكون الحقيقة أسوأ من تلك الإحصائيات وربما تتفاوت من دولة لأخرى ولكنها فى جميع الأحوال حقوق مهدرة.

القرصنة والنسخ غير المرخصة تصل أيضا إلى الأغانى والبرامج التليفزيونية والمسلسلات والأفلام والمباريات الرياضية على القنوات المشفرة و التى تقدر خسائرها مجتمعة بحوالى 230 مليار دولار سنويا.

النسخ غير المرخصة فى مجال الكتابة والنشر كثيرة جدًا ولا يمكن وصف تلك الحالة فى مصر بدون الرجوع للكاتب سامح فايز فى كتابه الشهير «حكايات عن القراءة Bestseller» والذى يتحدث فيه عن مافيا تزوير الكتب وحجم خسائر دور النشر جراء ذلك بل ما نقوم به بعض دور النشر من الاتفاق مع المزورين لنشر عدة طبعات من خلالها عملًا بمبدأ «التهم نفسك قبل أن يلتهمك السوق».

بالطبع القوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية موجودة... ربما تحتاج إلى تعديل وتلك سمة القوانين دائمًا لتتواكب مع كل جديد ولا يمكن بالطبع إغفال جهود جهات إنفاذ القانون فى التصدى وإحباط محاولات التزوير ولكن يبدو أن الوتيرة مرتفعة والمكسب خرافى- يشير الكاتب إلى أن المكسب يتخطى مكسب تجارة المخدرات أحيانًا وهو ما قد يجعل إبليس يعدل عن فكرة الهجرة خارج الكرة الأرضية ويتيه فخرًا بقدرته على الوسوسة والإفساد.