الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عادل البطراوى.. أغزر من رسم كتبًا للأطفال!!

عادل البطراوى.. أغزر من رسم كتبًا للأطفال!!

فى قاهرة المُعز، وبين الألوان، واللوحات الخشبية والورقية، وُلد عادل البطراوي، فى أسرة فنية مثقفة، فوالده الفنان التشكيلى عبد العزيز البطراوي، أستاذ اللغة الإنجليزية، المحب للفن والأدب والثقافة، وكم كان عادل سعيدا، وهو يجلس بجانب والده وهو يرسم، ليتابع اللوحة وهى تتكون شيئاً فشيئاً، وهكذا سحرته الخطوط والألوان، وانجذب إليها، فرسم الكاريكاتير وهو فى المرحلة الثانوية، وقبل أن يتخرج من الجامعة، كانت رسومه الكاريكاتيرية تُنشر فى مجلتي: صباح الخير وروز اليوسف، ولأنه يحب الأطفال فقد تفرغ من أجلهم، حتى صار بفضل إخلاصه وحبه لهذا الفن الرفيع أن أصبحت خطوطه لا تخطأها العين، وكانت المفاجأة السارة عندما اختير ليكون الفنان التشكيلى الوحيد، الذى يُكرم من خلال مهرجان سينما الأطفال للعام 1998، ظل الفنان عادل البطراوى يرسم للأطفال ويبدع لآخر لحظة فى حياته، وأصبح من أكثر رسامى الأطفال فى مصر والوطن العربى رسم كتابًا للأطفال حتى وصل عددها –على حد قوله- (1000) كتاب  !!  هل تتذكرنى يا عمو كامل ؟ 



زارنا صديق العائلة، الشاعر الراحل كامل الشناوي، وأنا طفل رضيع ونظر إلي، وقال لوالدتي: إن هذا الطفل سوف يصبح فناناً فى يوم ما، ومصادفة فى عام 1963 -وكنت وقتها أرسم فى مجلة روز اليوسف- قابلته فى إحدى الاحتفاليات الثقافية التى كان مشاركًا فيها، قدمت نفسى له وذكرته بنبوءته الجميلة!  

21نوفمبر 1963 ميلادي!

فى السنة الثالثة بكلية التجارة، وكنت وقتها أستعد لعمل معرض كاريكاتير للكلية، وكانت لجنة التحكيم من عمالقة الرسامين فى «روز اليوسف» وفوجئت بأنهم يطلبون منى أن أقدم رسومى فوراً إلى مجلتى « صباح الخير» و» روز اليوسف» حيث قابلت الأستاذ « جمال كامل» الذى أطلع على سكرتير التحرير ليطلب منه نشرها فوراً، وفى صباح 21 نوفمبر 1963 ولدت فنياً مع مجلة « صباح الخير» حيث رأيت خطوطى البسيطة مطبوعة ولأول مرة!

الأطفال هم البداية!

عندما حدثت نكسة يونيو 1967م، اكتشفت أن اهتمامنا لابد وأن يبدأ بالأطفال والشباب. لكى ننتصر بالعلم والإبداع. وليس بالسلاح فقط. فاتجهت فوراً إلى دار الهلال. ومعى مجموعة من السيناريوهات، وقصص للأطفال من تأليفي، وكان موضوعها عن الحرب والسلام وقدمتها لمجلة ميكي!

فى بداية السبعينيات سافرت للعمل فى جريدة «البلاد» بالمملكة العربية السعودية، حيث اختارنى وزير الإعلام هناك لأكون مسئولًا فنياً عن إصدار مجلة «حسن» للأطفال، وسرعان ما أصبحت نائباً لرئيس التحرير والمدير الفني، وعمل معى حوالى 32 كاتباً. 28 رساماً. ثم قررت نقلها إلى القاهرة وتم لى ما أردت، وكانت المجلة توزع بنجاح فى الوطن العربى كله. 

تكريم دبلوماسى لرسام الأطفال

فى عام 1981 دعيت مع بعض الأصدقاء العاملين فى السلك الدبلوماسى فى مقر الأمم المتحدة بجنيف، وكنت أحتفظ فى جيبى بكروت لى باللغة الإنجليزية مكتوبة عليها (رسام أطفال) وقدمت بطاقتى على سبيل التعارف وفوجئت بمشهد لا أنساه مدى الحياة، فقد تحول حفل الكوكتيل إلى حفل تكريم لي وقال أحدهم بصوت عال:( إحنا معانا اليوم رسام أطفال).

الفنان المبدع.. يقرأ كثيراً ودائماً!

عندما بدأت مرحلة الاحتراف نصحنى أستاذتى بأن أبدأ فوراً رحلة القراءة المكثفة وهنا بدأت الحيرة كيف أبدأ، فقررت أن اكتشف الكون فبدأت بقراءة (المليون سنة الأولى من عمر الإنسان) . (فلسفة الجمال). (آداب الدنيا والدين للشيخ المواردي).  

ثم اقتنيت الموسوعات بكل فروعها وعندما قررت أن أتفرغ للأطفال عرفت أنه من الضرورى أن أدرس الفن السينمائي لأن كتابة السيناريو تمهيداً للرسم بطريقة الاستربس، تتطلب دراسة السيناريو السينمائي، وهكذا انضممت إلى «جماعة السينمائى الجديدة» برئاسة الفنان أحمد كامل مرسي.

تكريمى هو تكريم للأطفال

سنة 1998 عندما علمت بخبر تكريمى كرسام للأطفال، ضمن مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال، كانت سعادتى غامرة، وشعرت أن الجهد الذى قدمته من أجل أطفال مصر لم يضع هباء.

حلمى هو: جريدة يومية

أتمنى الاهتمام بنوعية الكتاب الذى يصدر للأطفال، كتابة ورسمًا وإخراجًا، وأحلم منذ 25 عاماً بجريدة يومية للأطفال، تصدر منتظمة مع جريدة الكبار!