الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خريطة التنظيمات الإرهابية فى غرب إفريقيا بقيادة داعش

ترجمة: سعيد شعيب



تشهد دول غرب إفريقيا تصعيدا فى هجمات تنظيم «داعش»،  مما يطرح تحديا أمام هذه الدول التى تعد من بين الأكثر فقرا فى العالم وتشكل رأس الحربة فى الحرب ضد الإرهاب،  ويعد  تنظيم «بوكو حرام»،  فى نيجيريا وجوارها،  أحد أهم وأخطر وأعنف الحواضن لتنظيم  «داعش»التى تنشط فى قارة إفريقيا من جهة الغرب.

 

بداية داعش فى غرب إفريقيا

 

أنشأت بوكو حرام عام 2002 على يد رجل الدين محمد يوسف الذى أعدمته الشرطة النيجيرية فى العام 2009 ومنذ عام 2009 بدأت الحركة النيجيرية المتشددة،  فى القيام بأعمال إرهابية بهدف تطبيق الشريعة، اسم الجماعة يعنى « التعليم حرام «،  طرقها لا تختلف عن الجماعات الإرهابية الأخرى،  لكن هدفها هو إقامة دولة إسلامية شمال نيجيريا. أصدرت بيانًا فى عام  2014 أعلنت فيه عن ميابعتها لتنظيم ‏داعش،  ومنذ ذلك الوقت بدأوا يشيرون إلى أنفسهم باسم «ولاية غرب إفريقية» أو «إقليم غرب إفريقيا»، ويقول محللون إن تنظيم  «داعش» فى غرب إفريقيا يمتلك قوة قوامها ما بين (3000) و(5000) مقاتل وهو نحو ضعف ما لدى بوكو حرام.

 

المدن التى يتواجد فيها

 

نشر تنظيم داعش فى يوليو2018 إصدارًا جديدًا بعنوان «محن ومنح»،  تطرق من خلاله إلى الترويج وإظهار تمدده فى دول غرب إفريقيا،  مستعرضًا من خلاله بعض جوانب الحياة فيها لعناصره،  وزغم وقوع مناطق كثيرة تحت سيطرته،  تناول فيها منطقة بحيرة تشاد التى تقع بين دول نيجيرا والنيجر وكاميرون وتشاد،  منوهًا أن عناصره تتوافد على هذه المنطقة باعتبار أهميتها وموقعها الجغرافى الواقع بين حدود الدول الأربع الإفريقية.

وتظهر خريطة نشرتها وكالة التنمية الأمريكية فى فبراير 2018 أن الأراضى التى تسيطر عليها تلك الجماعة تمتد لمساحة تزيد عن (100) ميل فى ولايتى بورنو ويوبى فى شمال شرق نيجيريا وهى مناطق لم يعد للحكومة فيها وجود يذكر.

أعلن المتحدث الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبي،  اللواء أحمد المسماري،  يوم 23 سبتمبر 2020،  مقتل زعيم تنظيم داعش فى شمال إفريقيا فى عملية القضاء على خلية إرهابية تتكون من قادة تنظيم داعش فى حى عبد الكافى بمدينة سبها. وقال المسمارى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «إلحاقا لمؤتمرنا الصحفى الاستثنائى يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر الماضى والذى أعلنا فيه القضاء على خلية إرهابية تتكون من قادة تنظيم داعش التكفيرى فى حى عبد الكافى بمدينة سبها حيث تم القضاء على 9 إرهاببين والقبض على اثنين من زوجاتهم».

 

قيادات داعش

 

1

محمد يوسف 

 

عمل أستاذا فى الدراسات الاسلامية فى إحدى الجماعات الشمالية بنيجيريا،  أسس جماعة «بوكوحرام» عام 2002 فى عاصمة ولاية بورنو،  ميدوجورى شمال شرق نيجيريا،  طالب محمد يوسف بالفصل بين الجنسين بل قلب نظام الحكم،  وهو ما منح حركته اسم «طالبان نيجيريا»، قتل  على يد الجيش النيجيرى فى يوليو 2009.

 

2

أبو مصعب البرناوى 

 

والده محمد بن يوسف،  أحد مؤسسى جماعة «بوكو حرام»،  وواصل البرناوى نشاطه داخل الجماعة وأصبح قائدًا عسكريًّا فى التنظيم،  رفض «أبو صعب البرناوي» أسلوب «أبو بكر الشكوي» فى قتل المدنيين وهجوم على المساجد، فى 2 أغسطس 2016،  أعلن تنظيم الدولة تعيين أبو مصعب البرناوى زعيمًا جديدًا لفرعها فى غرب إفريقيا.

 

3

أبو بكر الشكوى

 

 تولى قيادة بوكو حرام منذ العام 2009،  بايع تنظيم «داعش» فى عام  2015،  درس الفقه لدى رجال الدين المحليين فى مايدوغورى عاصمة ولاية بورنو المجاورة. وفى تلك المرحلة تعرف على مؤسس حركة «بوكو حرام»،  الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها.. حذّر مفوض السلم والأمن فى الاتحاد الإفريقى «إسماعيل شرقي» من إمكانية عودة حوالى (6) آلاف مقاتل إفريقى قاتلوا فى صفوف «داعش» إلى القارة السمراء.

 

4

أبو معاذ العراقى 

 

دخل ليبيا بتاريخ 12 سبتمبر 2014 مع التكفيرى عبد العزيز الأنبارى بجوازات سفر ليبية مزورة عن طريق تركيا. وكلف الأنبارى حينها أميرا للتنظيم فى ليبيا وأبو عبد الله مساعدا له بتكليف مباشر من أمير التنظيم أبو بكر البغدادى.

 

تحالفات داعش مع بقية التنظيمات والفصائل

 

أفاد تقرير فى أبريل 2018عن قيام جماعة حليفة لتنظيم «داعش» بمهمة محددة لكسب تأييد السكان المحليين على سواحل بحيرة تشاد ومن بين السبل التى تسلكها لاستمالة السكان حفر الآبار وتوزيع البذور والأسمدة وتوفير المراعى الآمنة للرعاة لإطعام ماشيتهم. تمكنت الجماعة من خلال هذه الحملة من إقامة أسس اقتصاد وليد يتيح لها فرض ضرائب فى إطار مساعيها للسيطرة على مناطق فى شمال شرق نيجيريا وفى النيجر،  وتتمدد الجماعة على مساحات أوسع وإنها رسخت وضعها بصورة أكبر مما يقر به المسئولون،  وللمرة الأولى يوفر هؤلاء تفاصيل عن جهود الجماعة المتنامية لتأسيس إدارة فى منطقة بحيرة تشاد.

كشف تقرير فى يوليو 2017 أن تنظيم «بوكو حرام»،  فى نيجيريا وجوارها،  أحد أهم وأخطر وأعنف الحواضن لتنظيم  «داعش» التى تنشط فى قارة إفريقيا من جهة الغرب،  وهو مسئول عن كثير من العمليات الإرهابية كخطف السياح،  وقطع الطرق،  والاعتداءات المسلحة على غير المسلمين،  ويعرف  تنظيم «بوكو حرام» بعلاقاته مع بقية مجموعات الشباب النيجيرى خاصة،  والإفريقى عامة،  وقد أعلن  أبو بكر شيكاو زعيم «بوكو حرام» فى بيان له»تعلن مبايعتنا للخليفة،  وسنسمع له ونطيعه فى أوقات العسر واليسر».. كتب الصحفى الاستقصائى الفرنسى «جورج مالبرونو»عن تحركات «داعش» فى إفريقيا،  مشيراً إلى أن تنظيم داعش قبل الهزائم الأخيرة التى تعرض لها (فى سوريا والعراق)،  كان قد أرسل نحو (15) مدرباً عراقياً إلى نيجيريا،  وفقاً لمصادر عسكرية واستخباراتية فرنسية،  وتحديداً إلى منطقة «أدامامو» فى شمال نيجيريا،  وأقاموا لمدة (6) أشهر خصصت لتدريب عناصر (بوكو حرام) على تقنيات القتال والتعامل مع المتفجرات،  وتصنيع أسلحة يدوية.

 

تمدد فى ليبيا

 

أشار تقرير فى فبارير 2018  أسباب اختيار »داعش»،  لاختيار الأراضى الليبية معقلًا له،  من أبرزها،  موقع ليبيا «الجيوسياسي»؛ حيث تقع على حافة منطقة الساحل،  مما يسمح لـ «الدواعش» بالتوسع نحو غرب إفريقيا،  ومحاولة التحالف مع «بوكو حرام» المتواجدة فى نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد وجنوب النيجر وشمال الكاميرون،  هذا بالإضافة إلى امتلاك ليبيا لثروة نفطية هائلة توفر للتنظيم حال السيطرة عليها موارد مالية ضخمة.

حذر الباحث التشادى فى القانون بجامعة نجامينا «طلحة داود» من إشكالية وصول خيوط الارتباط بين تنظيم بوكو حرام الإرهابى فى نيجيريا وتنظيم ما «داعش» فى ليبيا،  وذلك بعد رصد أجهزة الجيش التشادى عددا من القيادات الوسطى لبوكو حرام تمر عبر تشاد نحو الحدود الجنوبية لليبيا شمالا،  أن تنظيم داعش فى ليبيا يمثل الهيئة العليا القيادية لجماعة بوكو حرام المتشددة فى نيجيريا،  مستدركا أنه إلى حدود هذه اللحظة لم توجد معارك مسلحة خاضها التنظيمان جنبا إلى جنب،  لكن التنسيق بين الطرفين على قدم وساق.

 

مستقبل داعش  فى  القارة السمراء

 

أبدى » ريكس تيلرسون » وزير الخارجية الأميركى فى مارس 2018 قلقه إزاء تواجد متطرفى تنظيم داعش غرب إفريقيا، و إن خطوات تتخذ ستسمح برفع اسم تشاد،  الحليف المهم للولايات المتحدة فى الحرب ضد الجماعات المتطرفة فى غرب إفريقيا،  من القائمة الأميركية لحظر السفر.

كشفت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية فى أبريل 2017،  تحليلاً شافياً ووافياً لقلق أجهزة استخبارات البلدان تشاد والنيجر وساحل العاج من تمدد داعش،   ذلك أنه اجتمع مسئولو الاستخبارات فى هذه البلدان بنظرائهم الإقليميين،  بغرض التداول فى مجابهة هذا الخطر الإرهابى الصاعد، وأعلن الجيش النيجيرى عملية »للقضاء بالكامل على مواقع بوكو حرام فى حوض بحيرة تشاد»،  وهو مكان سيطرة «داعش» فى غرب أفريقيا،  وإنهاء التمرد المسلح هناك فى غضون أربعة أشهر

وافق وزراء دفاع دول منطقة الساحل فى غرب إفريقيا على العمل معا لتشكيل قوات خاصة للتدخل السريع لمكافحة الخطر المتنامى من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وتنظيم «داعش»،  وتعهد وزراء دفاع تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالى وموريتانيا فى اجتماع عقد بالعاصمة التشادية نجامينا بتشكيل وحدات من القوات الخاصة للرد بسرعة على المخاطر والهجمات من جانب المتشددين.

من المهم التأكيد على أن هناك توصيات يمكن أن تساعد فى الحد من توغل التنظيمات الإرهابية،  وأهمها تدريب عناصر أمنية تنتشر فى مناطق ينشط فيها الإرهابيون. وجمع معلومات استخباراتية وتحليلها فى مراكز لتحليل المخاطر .وتعزيز الاتحاد الأوروبى دعمه السياسى والمادئ لمجموعة دول غرب  إفريقيا. والتصدى للمجموعات المتشددة الناشطة فى منطقة الساحل.