الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجرأة والبذاءة

الجرأة والبذاءة

استعير هذا التعبير العبقرى الذى وصف به الرئيس الراحل محمد أنور السادات أفعال جماعة الإخوان الإرهابية فى خطابه الأخير أمام مجلس الشعب فى الخامس من سبتمبر  1981 لأسقطه على ما يتم حاليا من خلال تطبيقات مقاطع الفيديو التى يقوم بنشرها مستخدمو تلك التطبيقات ويأتى على رأسها تطبيق التيك توك.



هذا التطبيق الذى تخطى حاجز المليار مستخدم هذا الشهر موزعين بما يزيد على 150 دولة والذى فرض واقعا جديدا على مستوى أسلوب العرض من خلال مقاطع الفيديو الصغيرة وأيضا على مستوى المحتوى والذى اتضح ألا رابط له.

يمكن بسهولة للمستخدم العادى من أن يلحظ مدى اقبال الشركات للإعلان من خلال التطبيق عن سلع وخدمات مختلفة وقيام الفنانين والمطربين بنشر مقاطع خاصة بهم وأيضا الإعلان عن أعمالهم الفنية الجديدة.

بالطبع فإن إمكانية عمل مقاطع فيديو من خلال التطبيق باستخدام كاميرا الهواتف الذكية يمكن لأى مستخدم من تركيب مقطع فيديو له على أى مقطع آخر معروف ) أغنية أو جزء من عمل فنى شهير اعطى أصحاب المواهب وراغبى الشهرة (ومن يشعرون بالملل فرصة كبيرة لتفريغ تلك الطاقات النفسية والحصول على رد فعل سريع لما نشروه من مواد.

انتشار الفكرة دفع تطبيقات أخرى إلى الظهور كما دفع التطبيقات القديمة مثل انستجرام إلى اضافة  امكانية عمل مقاطع مصورة بنفس الكيفية إلى التطبيق والذى كانت بدايته منصبة أكثر على الصور الثابتة.

حتى هذا الحد فإن التطبيق مقبول ـ مع ما به من بعض البذاءات ـ إلا أن إمكانية الحصول على عائد مادى جراء نشر تلك المقاطع بناء على أعداد المتابعين وعدد مرات مشاهدة المقطع دفع البعض إلى الاستظراف أو أحيانا إلى القيام بأمور غريبة مثل اعداد الطعام فى حجرة النوم وغيرها من الأمور الجاذبة للانتباه أو مثيرة للشهوات.

أعلى عائد سنوى مسجل كان فى حدود 5 ملايين دولار كما أن المستخدم الذى يكون لديه 2.5 مليون متابع يحصل على 800 دولار فى المتوسط  لكل منشور يقوم بنشره.

القضية الأخيرة المرتبطة بفتيات التيك توك فى مصر والتى صدرت فيها عدة أحكام كان الأمر مركبا ليس فقط محتوى ما تم نشره ولكن أيضا لاستقطاب فتيات تحت سن الـ18 للقيام بعمل مقاطع فيديو ونشرها على تطبيقات أخرى مثل تطبيق لايكى وحثهن على التعرف على المستخدمين الآخرين لنفس التطبيق.

وهنا يجب على أوليا الأمور الانتباه لما يقوم به أطفالهم من أنشطة ومع من يتحدثون وما هى التطبيقات التى يشتركون فيها....أعرف أن الأمر ليس سهلا خاصة فى ظل قلة الوعى والمعرفة التكنولوجية عند الكثير من الأهل مقارنة بالأبناء خاصة مع قدرتهم على انتحال أسماء مستعارة مما يجعل عملية المتابعة شبه مستحيلة ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله وهذا أمر يحتاج إلى تفصيل.