السيسى والزمن والمعجزة! (٤)

بعيدًا عن السياسة وكون سكك حديد مصر كانت بديلًا بريطانيًا لمشروع قناة السويس الفرنسى وأنها لم تكن لمصر ولا لشعبها إنما لانتقال المستعمر بين الشرق والغرب ولذلك كان خطها الأول الإسكندرية القاهرة والخط الثانى القاهرة السويس ومنها إلى آسيا وساحل إفريقيا حيث المستعمرات نقول بعيدا عن ذلك كله: هذا المرفق كبر مع الزمن وأصبح وسيلة الانتقال المثالية خصوصا مع قطاع طولى مثل صعيد مصر وطرق غير ممهدة فى ريف الدلتا وللأسف مع الزمن تراكمت المشاكل ولذلك لا يصل البعض إلى حجم وكم الجهد المطلوب لاستنهاض المرفق من جديد وإعادة تأهيله.

ربما يذكر أحيانا المبلغ المطلوب لذلك لكن الأرقام وحدها ربما تقرب صورة المطلوب على الأرض لاستعادة المرفق كما كان وأفضل..فالكثيرون لا يعرفون أن بالمرفق ٨٦ ألف موظف! ويمتد عمله إلى أكثر من ٩٥٠٠ كيلومتر على ٧٥٥ محطة يقطعها ٨٨٥ كوبرى ونفقا و٥١١ كوبرى مائيا يعبر النيل العظيم وما حوله من ترع و٥٨ كوبرى أعلى محطات القطار لخدمة ما يقرب من مليونى راكب يوميا يستقلون ٣٥٠٠ عربة قطار منها ٨٥٠ عربة مكيفة و٨٢٠ جرارا مع ١٥ ألف عربة نقل تحمل ١٢ مليون طن سنويا !!!

الأرقام مخيفة تحتاج إلى مجهود جبار لتأهيلها من جديد خصوصًا أن ذلك يجرى دون أن يتوقف المرفق أو يتعطل!