الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سنوات البرد والزكام

سنوات البرد والزكام

منذ أن تفتحت أعيننا على الحياة ونحن نجد شكوى مستمرة من الإصابة بالبرد والأنفلونزا... شكوى مستمرة شتاء وصيفا وعندما تعجبنا للمرة الأولى من الحديث عن الإصابة بالبرد فى فصل الصيف أتتنا الجملة القاطعة بأن برد الصيف أقوى من برد الشتاء. 



أما عن الأسباب التى كنا نتداولها فإن أقل القليل ما كان مرتبطا بعدوى حقيقية من شخص مصاب لشخص سليم أما أكثر الأسباب فكنا نرجعها إلى «لطشة هوا» من المروحة أو«نوم فى التكييف» أو عدم ارتداء ملابس كافية... إلخ.

استخدمنا توصيف «البرد» لوصف أمراض أخرى وإصابات فى الجهاز الهضمى أطلقنا عليها إجمالا تعبير «برد فى المعدة»... أما عن تأثير تلك الإصابات البسيطة والحادة فحدث ولا حرج... منها أن يجعلها كاتب كبير مثل الأستاذ أنيس منصور مادة ثرية لمقالات عدة وصولا إلى استخدامها كذريعة للتغيب عن العمل أو المدرسة.

أما عن أساليب العلاج فبدأت بكوب من الليمون الساخن وصولا إلى مضادات حيوية عن طريق الحقن... القليل منا من احتك بمن وصلت حالته إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعى والوفاة ولكنها أمور موجودة وتشير إليها الإحصائيات العالمية بوضوح.

ومع عصر شبكات التواصل الاجتماعى التى سمحت لمستخدميها بمشاركة كل أمورهم مع العامة فإن وضع حالة Status تشير إلى الإصابة بالبرد أو العطس أو الحكة أو سيلان الأنف كانت من الأمور المعتادة بكثرة خاصة فى شهور الشتاء وبالطبع يستتبعها تعليقات مكررة من قبيل «ألف سلامة» أو «اللهم شفاء لا يغادر سقما».

ثم أتت الكورونا والتى بدأت كمرض غير معلوم الحجم والتأثير إلى أن وصلنا إلى اللحظة الراهنة من القلق والرعب والوفيات والأمصال وخلافه وهنا توقفت تماما الإشارات المرتبطة بالإصابة بالبرد أو العطس فلا توجد أى إشعارات على شبكات التواصل الاجتماعى كما انتهت الشكاوى اليومية أو حجج الغياب من العمل بصورة كبيرة خشية الوصم بالإصابة بالكورونا كأنها أحد الأمراض السرية.

يبدو الأمر وكأن الأنفلونزا المعتادة قد اختفت تماما وأفسحت المجال للكورونا وهو ما نشعر به نتيجة التكتم الذى يمارسه المصابون بالأنفلونزا مقارنة بما كانوا يعلنونه فى الأعوام الماضية ولكن يقينا يمكن قياس درجة الخطورة طبقا للإحصائيات الرسمية من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC  والذى يشير إلى أن إجمالى إصابات الأنفلونزا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى موسم شتاء 2019-2020 وصل إلى نحو 38 مليون إصابة نجم عنها 22 ألف حالة وفاة فقط مقارنة بإجمالى عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد فى حدود 34 مليون حالة نجم منها 617 ألف حالة وفاة أى نحو 28 ضعفًا. ولكن بالرغم مما سبق فإننا نود جميعا أن تنتهى جائحة كورونا ونعود إلى زمن العطس الجميل.... يرحمكم الله.