الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الفيسبوك» يضر بالصحة ويسبب الوفاة 2-2

«الفيسبوك» يضر بالصحة ويسبب الوفاة 2-2

إذا كانت شركات التبغ قد أقرت فى النهاية وتم إجبارها على وضع عبارات وصور تحذيرية مفادها أن التدخين قاتل ويسبب الإصابة بأمراض القلب والسرطان ويؤدى إلى الوفاة فإن منصة مثل الفيسبوك والتى يشعر الكثير من مستخدميها بقدر من الضيق والتوتر والاكتئاب بعد استخدامها لمدد زمنية كبيرة فإن تحذيرات مشابهة قد تكون لازمة.



مقارنة السرطان بالاكتئاب ربما تكون صادمة وغريبة فالمصاب بالسرطان قد يستطيع أن ينام ليلا لمدد تطول أوتقصر ويستيقظ فى الصباح شاعرا ببعض الراحة أوالطاقة اما مريض الاكتئاب فلا يحدث معه ذلك، أيضا قد يدفع الاكتئاب صاحبه إلى الانتحار ولكن نادرا ما يقدم على هذا مريض السرطان- إلا فى حالة إصابته بالاكتئاب ايضا- واختصارا للأمر وبدون الدخول فى تفاصيل الاكتئاب وما يحدثه فى حياة صاحبه ودفعه أحيانا إلى رفض الحياة وعودة إلى شبكات التواصل الاجتماعى التى بالإضافة إلى شعور المستخدم بالاكتئاب إلا أنه نادرا ما يفكر فى السبب الحقيقى للاكتئاب ولا يحاول أن يعرفه أحيانا ومن ثم يغوص أكثر وأكثر فى تلك التطبيقات فى محاولة يائسة وبائسة للخروج من تلك الحالة فينتهى به الأمر إلى المزيد من الاكتئاب.

وهنا فكرت ماذا لوانتحر أحد المستخدمين أوتضررت حياته تضررا بالغا جراء موقع مثل الفيسبوك ففقد وظيفته وأسرته وصحته وعزيمته وربما إيمانه ودينه، هل يحق له أن يقوم برفع قضية على هذا الموقع وهل يستطيع أصلا إثبات وقوع الضرر ثم هل تقوم شركة الفيسبوك بتعويضه أم أنها غير مسئولة عن المحتوى وغير مسئولة عن اختيارات المستخدمين التى أوصلتهم إلى هذا المستوى من الاكتئاب والضياع.

هل يكفى أن تقوم إدارة الفيسبوك بإضافة بعض الخصائص التى تمكن المستخدمين من تقنين فترات بقائهم من خلال ضبط وحساب عدد الساعات اليومية وإعطائهم تحذيرا عند تخطى وقت ما، أم أن الأمر يحتاج إلى نشر المزيد من نتائج الأبحاث والدراسات بالإضافة إلى حملات لتوعية الأطفال والأهل والبالغين بضرورة التقنين وكيفية تحليل وفلترة ما يعرض عليهم من أخبار.

الدراسات توضح العلاقة الطردية بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وبين التأثيرات السلبية على الصحة العقلية والشعور بالوحدة والاكتئاب وخلافه وهويجعلنا نعتبر أنفسنا مازلنا فى المرحلة الأولى من مشوار التحذيرات مثلما بدأت أولى مراحل التحذير من التدخين بكتابة عبارة غير مؤكدة تقول إن التدخين قد يؤثر على صحتك.

وإن قامت شركات التبغ بمقاومة هذا التوجه لزمن كبير حتى رضخت فى النهاية وكتبت تلك التحذيرات إلا أنه من المتوقع أن يكون الأمر أكثر صعوبة فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعى فالمستفيدين من الوضع الحالى ليسوا أصحاب الشركة أوحملة الأسهم فقط ولكن الأمر أكثر تعقيدا وتشابكا حتى مما يبدو لأكثر الخبراء تخصصًا.