مؤشر الأمن السيبرانى 2020
منذ عدة أيام صدر تقرير مؤشر الأمن السيبرانى Global Cybersecurity Index (GCI) لعام 2020 والذى يصدره الاتحاد الدولى للاتصالات International Telecommunication Union (ITU) وهو التقرير الذى يقوم بقياس مدى جاهزية واستعداد الدول على مستوى عدد من المؤشرات الفرعية المرتبطة بالأمن السيبرانى ومنها التشريعات والقوانين والتجهيزات الفنية وكفاءة العنصر البشرى وهو التقرير الرابع منذ بدأ إطلاق المؤشر فى عام 2015.
من الأمور التى قد تسبب بعضًا من الإرباك أن التقرير يصدر فى العام التالى لفترة القياس ولا يصدر عادة فى يناير أو فبراير مثلما هو الحال فى أغلب التقارير السنوية بل يتخطى هذا إلى أن يصدر فى شهر يونيو أو يوليو فعلى سبيل المثال التقرير الأول الصادر فى 2015 يعبر عن قياسات عام 2014 والتقرير الثانى الصادر فى 2017 يعبر عن عام 2016 والتقرير الثالث الصادر فى 2019 يعبر عن قياسات عام 2018.
ومثلما هو معروف فإن لكل مؤشر متغيرين اثنين الأول هو قيمة المؤشر وهى قيمة مطلقة والمتغير الثانى هو ترتيب الدول عالميا كما أن إجمالى عدد الدول التى يتناولها المؤشر يختلف من عام لآخر وعليه فإن الترتيب العالمى من عام لآخر ربما يكون خادعًا أو غير معبر عن مدى التطور الحادث فى كل دولة على حدة مقارنة بالقيمة المطلقة التى حققها المؤشر كل عام وهو ما يدفع خبراء الإحصاء لانتهاج أساليب علمية لعمل ما يطلق عليه Normalization لبيان الترتيب المفترض فى حالة ثبات عدد الدول.
ففى تقرير عام 2018 كانت ترتيب مصر الـ23 عالميًا والرابع عربيًا بقيمة 842, ضمن 175 دولة أما فى تقرير 2020 والصادر منذ عدة أيام فبالرغم من ثبات ترتيب مصر دوليا وعربيا إلا أن عدد الدول قد ارتفع إلى 182 دولة بقيمة 95.84 أى بارتفاع عن التقرير السابق وهو ما يشير إلى وجود جهود تمت فى هذا المجال ولكن ثبات الترتيب نظرًا لوجود جهود مماثلة فى دول أخرى.
وبعيدا عن شبهة التبرير أو التهليل فإن تحليل المؤشرات الفرعية هو الأمر المهم بالفعل فالمؤشرات الفرعية الخمس حصلت مصر على الدرجة النهائية (20 درجة لكلا منهما) فيما يخص المعايير القانونية والمؤسسية وحصلت على 19.12 فى معيار تنمية مهارات العنصر البشرى و18.91 فى معايير التعاون على المستوى الدولى وحصلت على 17.45 فى المعايير الفنية المرتبطة بالتقنيات الخاصة بالأمن السيبرانى المرتبطة بإنشاء مراكز الطوارئ للحماية ولمكافحة الهجمات والجرائم السيبرانية.
قراءة متأنية لتلك المؤشرات الفرعية ومقارنتها عبر التقارير السابقة وكذا أيضا استعراض الجهود المبذولة والخطط المستقبلية هى أمور مهمة طوال الوقت لتحسين الترتيب العالمى وما يترتب عليه من إيجابيات متعددة.
