مؤشر الأمن السيبرانى2020.. نظرة ثانية (1/2)
بعد عدة أيام من نشر تقرير مؤشر الأمن السيبرانى Global Cybersecurity Index (GCI) لعام 2020 والذى يصدره الاتحاد الدولى للاتصالات International Telecommunication Union (ITU) وبعد أن هدأت الضجة الاولى حول نتائجه والتى تراوحت بين القبول التام والإيمان بالنتائج وبين الرفض التام وعدم الاعتراف بما جاء به، أرى أن الأمر لا يجب أن يؤخذ بصورة انفعالية مرتبطة بالترتيب العام أوما هى الدول التى تسبقنا فى هذا المؤشر فقط مثلما اختزل البعض الأمر ولكن من الضرورى تحليل المؤشرات الفرعية المكونة للمؤشر الرئيسى ومن قبل ذلك نقد تلك المؤشرات والإجابة عن سؤال مهم عما إذا كانت عناصر المؤشر كافية للتدليل على معناه أولًا.
بداية وقبل الخوض فى التفاصيل يجب الإشارة إلى ثبات ترتيب مصر فى هذا المؤشر لعامى 2018 و2020 على التوالى عند المرتبة ال23 عالميًا والرابعة عربيًا مع ارتفاع قيمة المؤشر من 84.2 الى 95.84 وهوما يشير إلى تحسن ملحوظ فى حدود 14% خلال العامين الماضيين.
الملحوظة الثانية.. المرتبطة بالدول التى تسبقنا ويأتى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية (الأولى على مستوى العالم هذا العام) بقيمة 100% فإن الاختلاف بين ال 23 دولة الأوائل لا يزيد علي 5 % فقط وهى نسبة صغيرة تجعل الاختلافات فى الترتيب ليست بالكبيرة نوعا.
الملحوظة الثالثة.. هى أن حصول دولة على قيمة 100% من المؤشر هى إشارة إلى أن عناصر المؤشرات الفرعية تحتاج إلى مراجعة لأن هذا يعنى ببساطة أن أى تقدم تحققه الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام القادم لن يكون له أى انعكاس على قيمة المؤشر الخاص بها نظرا لوصولها إلى الدرجة القصوى ولا رد على تلك النقطة إلا إذا كان الأمر يتم من خلال تنسيب كل درجات الدول إلى درجات الدولة الأولى مع أعطائها الدرجة النهائية (100%) وهوما أشك فى حدوثه والذى أعتقد يشير إلى ضرورة إضافة بعد المؤشرات الفرعية أوتغيير فى عناصرها ليكون القياس أكثر دقة وشمولية.
غدًا نكمل
