الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجميع على الهواء

الجميع على الهواء

فى مسيرة الإبحار اليومية لرواد شبكات التواصل الاجتماعى خاصة موقع الفيس بوك نتعرض للعديد من الأخبار والمواقف منها الحقيقى والمفبرك ومنها المهم والتافه وهى موضوع مستمر بل ويتزايد كلما استطاعت شرائح جديدة من المستخدمين الدخول إلى تلك الشبكة واستغلال إمكانياتها المختلفة.



رأينا كيف تحول موضوع «متحرش المعادى» إلى قضية رأى عام فى دقائق معدودة حيث تم التعرف على الجانى واستعراض تاريخ حياته كله من خلال ملفه الشخصى على الفيس بوك والتواصل مع أصدقائه والاستغراب للبون الشاسع بين ما فعله وما كان يحاول الإيحاء به من إيمان وورع.

هذا الانتشار السريع أغرى الكثيرين لتقديم ما قد يعتقدون أنه مواهب مدفونة لديهم سعيًا وراء فرصة اكتشاف أو نجومية رقمية قد تدفع منصات التواصل الاجتماعى خاصة التيك توك واليوتيوب إلى دفع مبالغ مالية لهم نتيجة الإقبال غير المسبوق على متابعتهم ومشاهدة ما يقدمون من خلال عشرات الآلاف وأحيانًا الملايين من المشاهدين.

اللهاث خلف المال والشهرة جعلنا نرى سخافات وأحيانًا بذاءات لا حصر لها تتراوح بين الطهى فى غرفة النوم أو تقليد الفنانين بأسلوب سخيف وصولًا إلى إغراء الفتيات القصر وفتح أبواب عالم الرذيلة أمامهن.

ولأن الجميع على الهواء انتشرت الشائعات والأخبار المغلوطة وأيضًا بالونات الاختبار للقرارات ومعرفة الرأى العام حول قضية أو شخص وهو ما أدى إلى وجود ما يطلق عليه الكتائب الإلكترونية وصولًا إلى الجيوش الإلكترونية وحروب المعلومات بين الجماعات والدول المختلفة وصولًا إلى حروب سيبرانية مدمرة بالكامل.

من أطرف المواقف ما تفتق عنه ذهن أحد بائعى «السمين» فى إحدى مناطق القاهرة والذى قام بنشر مجموعة من مقاطع الفيديو يظهر فيها جودة ما يقدمه من وجبات ومدى إقبال الزبائن عليه وأيضًا مجموعة من الإفيهات والحركات اللافتة للانتباه وهو ما حدث بالفعل حيث أصبح هذا المكان مزدحمًا وتحول إلى ما يطلق عليه بلغة شبكات التواصل الاجتماعى «تريند» Trend وهو أمر مع ما يحمله من انتشار وشهرة إلا أنه بما يسمح به من شفافية وحرية جعل بعض المستخدمين يقومون بوضع بعض التعليقات فى عكس اتجاه التريند وكما يبدو أنها كانت سليمة, مما لفت انتباه الجهات الرقابية إليها حيث إنها شملت تعليقات عن نظافة المطعم وعدم وجود التراخيص اللازمة وأيضًا التشكيك فى نوع اللحم المقدم وهو ما أدى فى النهاية إلى إغلاق المطعم والقبض على صاحب التريند.

لعل ما سبق يكون درسًا فى التسويق الجيد والانتباه إلى الأصول والحقوق والواجبات قبل التحرك بصورة متسرعة, فالمثال السابق ينطبق عليه المثل القائل «دبور زن على خراب عشه».